شكلت الاشتباكات الاخيرة بين اجهزة امن السلطة الفلسطينية وناشطين من الجناح العسكري لحركة «حماس» في الضفة الغربية تحولا في «قواعد اللعبة» التي حكمت العلاقة بين السلطة والحركة في الضفة منذ سيطرة «حماس» على قطاع غزة بالقوة المسلحة قبل عامين. فمن جانب السلطة، اعقبت هذه الاشتباكات التي سقط فيها اربعة رجال امن وخمسة من اعضاء «حماس»، اعتقالات طاولت للمرة الاولى نساء من الحركة. ومن جانب «حماس»، اعقبها توجيه قرار لناشطي الجناح العسكري للحركة بعدم تسليم انفسهم للسلطة ومقاومة قواتها واعتبارها «قوات احتلال». وحسب «حماس»، فإن اجهزة الامن اعتقلت أخيرا مجموعة من «الاخوات» شمال الضفة. واوردت امس اسماء عدد ممن تعرضن للاعتقال والتحقيق وهن سماح النادي زوجة المعتقل رياض النادي، وهدى مراعبة زوجة الشهيد عبدالناصر الباشا، وزوجة الأسير عبدالفتاح شريم، وزوجة الأسير أحمد أبو العز، ولينا حسنين زوجة الأسير محمد داود، وأم الطاهر الخراز زوجة المعتقل ماهر الخراز التي قالت الحركة ان السلطة فرضت عليها اقامة جبرية. ونشرت الحركة في بيان تفاصيل ما تعرضت له اثنتان من «الاخوات» في سجون السلطة وهما غفران زامل من نابلس وعبير الحضيري من طولكرم، وقالت ان الاثنتين اعتقلتا من الشارع وتعرضتا للتحقيق والشبح وسوء المعاملة من سجانات في سجن في نابلس. وتقول السلطة انها اوقفت اخيرا نساء بتهم «خرق القانون»، وان «النساء متساويات مع الرجال امام القانون». وقال محافظ نابلس الدكتور جمال محيسن ان عمليات توقيف جرت لنساء «استخدمتهن حماس في نقل اموال». واوضح الناطق باسم الاجهزة الامنية العميد عدنان الضميري ل «الحياة» ان «حماس تحاول استغلال النساء في نقل الاموال»، وان «المرأة متساوية مع الرجل امام القانون». لكن «حماس» ترى في توقيف نساء «تجاوزا لكل الخطوط الحمر». ووضعت السلطة يدها ليل الاثنين - الثلثاء على مستودع للمتفجرات في قلقيلية يحتوي على طنين ونصف الطن من المواد المتفجرة او المواد التي تستخدم في صناعة المتفجرات مثل الكبريت والفحم والبوتاسيوم والسكر. وقال مسؤول امني فلسطيني ل «الحياة» ان اجهزة الامن عثرت على هذه المواد في «غرفة داخل غرفة»، وانها تعود لقائد «كتائب القسام» في المدينة محمد السمان الذي قتل أخيرا في اشتباك مع الامن. وفي نابلس، صادرت السلطة مليون يورو تعود ل «حماس» من شخص اعتقلته في المدينة. وفي رام الله، اطلق رجال امن امس النار على سيارة اقتربت من موكب الامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم. وقال الناطق باسم اجهزة الامن عدنان الضميري ان رجال الحراسة شاهدوا سائقا مسرعا يقترب من الموكب فحذوره اكثر من مرة، لكنه واصل السياقة بسرعة فائقة، وعندما اقترب من سيارة الامين العام للرئاسة غير مستجيب للتحذيرات، اطلقوا عليه النار واصابوه بجراح نقل اثرها الى المستشفى. وقال الضميري ل «الحياة» ان تحقيقا يجري في الحادث، غير مستبعد ان يكون مدبرا. وأعلنت «حماس» للمرة الاولى قرارها استهداف مسؤولين وضباط امن في السلطة قالت انهم مسؤولين عن «دماء» ابناء الحركة في قلقيلية. ونشرت «حماس» اسماء عدد من الضباط الذين قالت انهم «مطلوبون» للحركة. واثار اعلان الحركة استهداف مسؤولين في السلطة جرس انذار في المؤسسة الامنية الفلسطينية. وقال مسؤولون ان اجهزة الامن اتخذت اجراءات مشددة لحماية عدد من مسؤولي السلطة وقادة وضباط اجهزة الامن تحسباً لتعرضهم للاغتيال من جانب «حماس»..