أكدت منسقة السياسة الخارجية والأمن الأوروبية فيديريكا موغريني «توافق» وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي والأردن في شأن «التداعيات المخيفة التي قد تترتب على قرار الرئيس دونالد ترامب، كون الوضع هشاً للغاية في المنطقة، نظراً إلى الأزمة في سورية والتوتر في منطقة الخليج والاعتداءات الإرهابية». وذكرت موغريني في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي صباح أمس في بروكسيل، بأن «المنطقة لا تحتمل المزيد من عدم الاستقرار، وأوروبا ليست في منأى عن تداعيات الوضع الحالي». وقالت إن ما يحدث في القدس «لا يمسّ المسلمين فحسب، بل المجموعة الدولية ككل». وجددت موغريني التشديد على «وضوح الموقف الأوروبي ووحدته والقناعة بأن الحل الواقعي والوحيد للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يتمثل في حل الدوليتن، وأن تكون القدس عاصمة إسرائيل وعاصمة فلسطين على طول حدود عام 1967». وأكدت التزام الاتحاد الأوروبي «احترام الوفاق الدولي حول الوضع القائم في القدس إلى حين حل قضية المدينة في نطاق المفاوضات بين الطرفين». وشدد وزير الخارجية الأردني على الموقف نفسه وعلى «رفض كافة الأعمال آحادية الجانب الهادفة إلى تغيير الوضع في الميدان»، مشدداً على «عدم شرعية المستوطنات وعلى رفض أي تغيير في الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس». وقال الصفدي مخاطباً المجموعة الدولية إن «النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يظل أساساً في المنطقة وحلُّه يمثل مفتاح السلام والاستقرار». ومثّلت محادثات موغريني مع الصفدي جزءاً من المشاورات المكثفة الجارية بين عواصم الاتحاد الأوروبي والعواصم العربية والدولية، وتمّت عشية الاجتماع الاستثنائي الذي يعقده وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة. وتوقع الصفدي أن يبحث الاجتماع «خطوات التحرك المقبلة». وفي ردها على تعقيب «الحياة» بأن اتفاق أوسلو مات، وأن الخطوات المقبلة قد تستهدف فرض سيادة إسرائيل على المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وتحويلها أفق حل الدولتين إلى حل افتراضي ووهمي، أكدت موغريني أن «القول بأن اتفاق أوسلو قد مات يخدم أغرض أولئك الذين لا يرغبون في رؤية قيام الدولة الفلسطينية، وأن الاتفاق هدف إلى قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهو ما سعى إليه الاتحاد الأوروبي على الصعيدين السياسي والمادي». وتعترف موغريني بأن اتفاق أوسلو «لم يثمر لأن هدف الدولة الفلسطينية لم يتحقق بعد. ويرفض الاتحاد الأوروبي التسليم بأن اتفاق أوسلو قد مات»، وترى أهمية في البحث عن إطار إقليمي أوسع لبحث مستقبل مفاوضات السلام. وذكرت أن الاتحاد الأوروبي «يقترح توسيع اللجنة الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كي ينضم إليها كل من الأردن والسعودية ومصر والأطراف الفاعلة الأخرى، مثل النروج». ونصح وزير الخارجية الأردني، من ناحيته، بوجوب «التحلّي بالحكمة والعقلانية بشأن ما يمكن وما لا يمكن القيام به، وتفادي ما من شأنه دفع المنطقة في اتجاه الغضب ودوامة العنف حيث تطال تداعياتها الجميع». وتتصدر أزمة قرار ترامب بشأن سيادة إسرائيل على القدس المحادثات التي سيعقدها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الإثنين في بروكسيل. وقالت موغيريني أن «المحادثات لن تقتصر على أخذ كل طرف علما بموقف الطرف الآخر، وإنما البحث في آفاق المرحلة المقبلة». وقال ديبلوماسي أوروبي إن أزمة القدس ستفرض نفسها في صدارة المحادثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية. وكان أصل جدول الأعمال يتضمن البحث في «أمن إسرائيل والتهديدات الإيرانية والعلاقات الثنائية».