واشنطن - أ ب، أ ف ب - أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، أنها تعمل على استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين «في أسرع وقت ودون شروط مسبقة وضمن مهل زمنية»، وحضت طرفي النزاع على البحث في مسألتي حدود الدولة الفلسطينية ووضع القدس أولاً. وقالت كلينتون ونظيرها الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي إن حل مسألتي القدس وحدود الدولة الفلسطينية سيبدد مخاوف الفلسطينيين تجاه النشاط الاستيطاني. وأكد الوزيران أن على المفاوضات أن تبدأ «في أسرع وقت وضمن مهل». في غضون ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عدم صحة ما تداولته بعض الأخبار عن انضمام المملكة لمصر في جهود المصالحة الفلسطينية. وأكد المصدر بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن تصريحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في كل من الرياض والقاهرة، أوضحت أن ملف المصالحة بالكامل في يد الإخوة المصريين، معربة عن الأمل في الاستجابة للمبادرة المصرية بالسرعة التي تعيد اللحمة الفلسطينية. من جهتها، اعتبرت كلينتون أن «حل (مسألة) الحدود يحل قضية المستوطنات، وحل (مسألة) القدس يحل قضية المستوطنات». جاء ذلك فيما تطلق الولاياتالمتحدة محادثات واسعة لاستئناف عملية السلام، إذ سيزور المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل باريس وبروكسيل الأحد، على أن يتوجه الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية في وقت لاحق من هذا الشهر. ورأت كلينتون: «نعمل مع الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية والدول العربية لوضع الاجراءات الضرورية لتحريك المفاوضات في أسرع وقت ودون شروط مسبقة». وأعربت عن أملها في التوصل الى اتفاق «يضع حداً للنزاع عبر تحقيق الهدف الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياة على أسس عام 1967 مع تبادل (أراض) في صورة ودية، والهدف الاسرائيلي بحدود معترف بها» تضمن أمن الدولة اليهودية. والتقت كلينتون في واشنطن أيضاً نظيرها المصري أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في حضور ميتشل. وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جاي كراولي قال للصحافيين أول من أمس إن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط سيتوجه الاحد المقبل الى باريس وبروكسل لاجراء مشاورات مع حلفاء واشنطن غير العرب ومن بينهم الأعضاء الثلاثة الآخرين في اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط وهم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وأوضح أن اللقاء مع «الرباعية» سيكون في بروكسل. وقال كراولي إن «لدينا أفكارنا ونحن مستعدون لتبادل الأفكار»، مشيراً الى أن «من الواضح أن الخطوة الأولى في هذه العملية هي اعادة الطرفين الى المفاوضات الرسمية، وكذلك ايجاد مختلف الطرق لمعالجة القضايا الأساسية» التي تهم طرفي النزاع. وكان ميتشل قال في مقابلة تلفزيونية: «نعتقد بأن المفاوضات يجب ألا تستغرق أكثر من سنتين، ونعتقد انه حين تبدأ، يمكن انجازها ضمن هذه الفترة الزمنية». وتابع: «نأمل في أن توافق الاطراف. وأعتقد شخصياً بأن في الامكان تحقيق ذلك في فترة زمنية أقصر». وفي السياق ذاته، طالبت السلطة الفلسطينية الرئيس الأميركي باراك أوباما بطرح أسس مبادرته المنتظرة لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، ودعته الى تضمينها اعترافاً بحدود الدولة الفلسطينية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس: «نطلب الآن من الرئيس أوباما الذي قال إن اقامة دولة فلسطينية مصلحة أميركية، أن يطرح مبادرته وأسسها للحل في المنطقة». ودعا الى أن تكون هذه المبادرة قائمة «على أساس اعتراف باقامة دولة فلسطينية مستقلة على كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس، وأن تحدد قضايا الوضع النهائي، والتفاوض على هذه القضايا من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008».