أثار القرار الأميركي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب باعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، تنديداً عربياً ودولياً واسعاً، فيما دعت دول عدة مجلس الأمن الى عقد جلسة طارئة غداً (الجمعة)، لمناقشة تداعيات القرار، وأكده ديبلوماسيون في الأممالمتحدة عقد الجلسة غداً. ودانت السعودية ومصر والأردن والسودان ولبنان وسورية وقطر وتونس والجزائر والبحرين والكويت والعراق القرار واعتبرته انتهاكاً للشرعية الدولية. وعبرت بريطانيا وألمانيتا وفرنسا وتركيا وإيران وماليزيا والاتحاد الأوروبي ودول غربية عدة عن تنديدها بالقرار الأميركي «الأحادي» وتأثيره على عملية السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين. وقال الديوان الملكي السعودي في بيان: «سبق لحكومة المملكة أن حذرت من العواقب الخطرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، وتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد لقيام الإدارة الأميركية باتخاذها، بما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس»، بحسب «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأضاف البيان: «هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، لن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالاً بالموقف الأميركي المحايد - تاريخياً - من مسألة القدس». وتابع البيان: «تأمل حكومة المملكة العربية السعودية في أن تراجع الإدارة الأميركية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية». وفي نيويورك، قالت البعثة السويدية في الاممالمتحدة في بيان ان «بعثات بوليفيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا واوروغواي تطلب من الرئاسة» اليابانية لمجلس الأمن «عقد اجتماع طارئ للمجلس (...) قبل نهاية الاسبوع». وطلبت هذه الدول افتتاح الاجتماع بعرض سيُقدّمه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي كان ذكّر الاربعاء بمعارضته "أيّ إجراء احادي" وذلك بعيد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني باسم الاتحاد الأوروبي عن «بالغ القلق» القرار الاميركي. وقالت موغيريني في بيان: «يعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه ازاء إعلان الرئيس الاميركي ترامب حول القدس، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من تداعيات على فرص السلام». وتابعت موغيريني ان «الاتحاد الأوروبي يدعو كل الفاعلين على الارض وفي المنطقة، الى التحلي بالهدوء وضبط النفس لتجنب اي تصعيد»، مضيفة ان الاتحاد الاوروبي «يبقى مستعدا للمساهمة في عملية التفاوض» الضرورية لحل مسألة وضع القدس. وقالت المسؤولة الاوروبية ايضا «ان الحل التفاوضي القائم على اساس دولتين بما يلبي تطلعات الطرفين، هو الوسيلة الوحيدة الواقعية لاقرار السلام والامن» لما فيه مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.. تحذير أميركي أظهرت وثيقة لوزارة الخارجية الأميركية أمس أن الولاياتالمتحدة تطالب إسرائيل بتخفيف ردها على اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل لأن واشنطن تتوقع رد فعل غاضباً، وتدرس التهديدات المحتملة للمنشآت والأفراد الأميركيين. وقالت الوثيقة التي تحمل تاريخ السادس من كانون الأول (ديسمبر) الجاري في نقاط للمناقشة موجهة للديبلوماسيين في السفارة الأميركية في تل أبيب لنقلها إلى المسؤولين الإسرائيليين «في حين أني أدرك أنكم سترحبون علناً بهذه الأنباء، فإنني أطلب منكم كبح جماح ردكم الرسمي». وأضافت الوثيقة «نتوقع أن تكون هناك مقاومة لهذه الأنباء في الشرق الأوسط وحول العالم. وما زلنا نقيم تأثير هذا القرار على المنشآت والأفراد الأميركيين في الخارج». وقالت وثيقة أخرى لوزارة الخارجية الأميركية وتجمل أيضا تاريخ السادس من كانون الأول (ديسمبر) الجاري إن الوزارة شكلت قوة مهمات داخلية «لتتبع التطورات في أنحاء العالم» عقب القرار الأميركي في شأن القدس. وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه إن من الإجراءات المتبعة دائماً تشكيل قوة مهمات «في أي وقت توجد فيه مخاوف على سلامة وأمن أفراد من الحكومة الأميركية أو مواطنين أميركيين».