في ظل اهتمام السعودية المتزايد بالغاز، تتسابق الولاياتالمتحدة وروسيا للحصول على اتفاقات مع المملكة سواء في الاستثمار أم استيراد الغاز الطبيعي المسال، وقال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، أمس (الأربعاء)، إنه أجرى مناقشات مع المسؤولين السعوديين في شأن إمكان أن تصدر الولاياتالمتحدة الغاز الطبيعي المسال إلى المملكة. كان بيري يتحدث خلال مؤتمر للقطاع في أبوظبي، وذلك في إطار أول زيارة رسمية يقوم بها للسعودية والإمارات وقطر هذا الأسبوع. والتقى بيري بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الطاقة خالد الفالح، وزار شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية أثناء الجولة. (للمزيد) من جانب آخر، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، إن نظيره السعودي خالد الفالح سيسافر إلى منطقة القطب الشمالي الروسية ليشهد افتتاح محطة غاز طبيعي مسال هناك. وسيزور الوزيران المحطة في الأسبوع الجاري. ومن المتوقع أن تنتج محطة يامال للغاز الطبيعي المسال، التي تديرها شركة نوفاتك، أكبر منتج للغاز من القطاع الخاص الروسي، 17.5 مليون طن سنوياً. وقال نوفاك في تموز (يوليو) إن التعاون في مجال الطاقة مع السعودية «شديد الأهمية» وسيتعمق إذا قبلت الرياض عرضاً للمشاركة في مشروع غاز بمنطقة القطب الشمالي الروسية. وفي جانب آخر، قال الفالح أول من أمس، إن المملكة تعمل على مضاعفة إنتاجها من الغاز خلال السنوات المقبلة، وتملك المملكة بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية خامس أكبر احتياط للغاز الطبيعي في العالم، ويقدر بحوالى 304 تريليون قدم مكعب. ويستخدم الغاز بالمملكة بتوليد جزء كبير من الكهرباء إضافة إلى استخدامه كلقيم بالصناعات البتروكيماوية وصناعة الأسمدة، عدا عن استخدامات بصناعة النفط. فيما يقدر استهلاك المملكة السنوي للغاز لعام 2015 بنحو 3.6 تريليون قدم مكعب، وكان الاستهلاك في 2005 حوالى 2.5 تريليون قدم مكعب، وهذا يعني أن الاستهلاك المحلي للغاز ينمو سنوياً بحوالى 4.5 في المئة. ويمكننا القول إن المملكة استهلكت في آخر 10 سنوات نحو 30 تريليون قدم مكعب أسهمت بنهضة المملكة الصناعية وبتوفير الكهرباء. ومن الملفت للنظر أن احتياطات المملكة من الغاز الطبيعي المعلنة فى 2005 كانت 240 تريليون قدم مكعب، وكان المفترض انخفاضها بعد استهلاك 30 تريليون قدم مكعب إلى حوالي 210 تريليون قدم مكعب، ولكن بفضل الاستثمار بالغاز تم رفع الاحتياطات إلى 304 تريليون في 2015 وربما نشهد بالمستقبل ارتفاعات أخرى مع البحث والتنقيب.