أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أمس أن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والصندوق السيادي السعودي يعتزمان تأسيس صندوق مشترك للاستثمار في مشاريع بقطاع الطاقة. جاء تصريح الفالح خلال قمة لرؤساء ومديري الشركات النفطية العالمية عقدت، أمس على هامش منتدى «بطرسبورغ الاقتصادي الدولي»، الذي جمع سياسيين واقتصاديين من مختلف بلدان العالم. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن الفالح قوله إن الصندوق المشترك سيخلق فرصاً للشركات الروسية للاستثمار في المملكة وبلدان أخرى، كما أكد استعداد الرياض بحث إمكانية الاستثمار في شركة «أوراسيا دريلينغ كومباني» للخدمات النفطية. وكشف صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، في اليوم الأول من منتدى بطرسبوغ الروسي، عن اتفاق مبدئي مع صناديق استثمارية رائدة في الشرق الأوسط للاستثمار في هذه الشركة. وكانت موسكووالرياض أطلقتا صيف العام 2015 صندوقاً مشتركاً للاستثمار في مشاريع بروسيا، لا سيما في مشاريع البنية التحتية والزراعة. وفي إطار هذه الشراكة، تستثمر السعودية 10 بلايين دولار. كما وقعت روسيا والسعودية، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مذكرة تفاهم للاستثمار في مشروع تطوير موقع مطار «توشينو» السابق، خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى العاصمة الروسية. أكد الفالح أن المملكة ستدرس إمكانية المشاركة في مشاريع للغاز الطبيعي المسال في منطقة القطب الشمالي بروسيا، وقال: «الوقت ما زال مبكراً للحديث عن مشروع محدد، كون قطاع الغاز الطبيعي المسال معقد جداً والعروض في هذا القطاع كثيرة، وفي حال كان للمشروع جدوى بعد النظر إليه على المدى الطويل، فستدرس المملكة المشاركة فيه، لا سيما إذا كان يتعلق بتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى المملكة». ومن المشاريع القائمة التي قد تجذب السعودية، أشار الفالح إلى «يامال للغاز الطبيعي المسال»، وأضاف أن المملكة تنظر أيضاً في مشاركة الشركات الروسية في مشاريع في أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. ويهدف مشروع «يامال» إلى تطوير حقل جنوب تامبي بشبه جزيرة يامال في أقصى شمال روسيا، الذي تقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي بنحو 1.3 ترليون متر مكعب. ومن المتوقع أن تنتج موارد حقل الغاز والمكثفات 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً عندما يبدأ الإنتاج، وتقدر القيمة الاستثمارية الإجمالية للمشروع بنحو 27 مليار دولار. وسيتم تصدير إنتاج المشروع من الغاز للأسواق العالمية، وينفذ مشروع «يامال» ائتلاف شركات يضم كلاً من شركة الغاز الروسية «نوفاتك»، ثاني أكبر شركة لإنتاج الغاز في روسيا، التي تستحوذ على حصة 50.1 في المئة، وشركة «توتال» الفرنسية بحصة تبلغ نسبتها 20 في المئة، ومؤسسة البترول الوطنية الصينية «CNPC» بنسبة 20 في المئة، كما يمتلك صندوق «طريق الحرير» حصة 9.9 في المئة. من جانبه، صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، بأن عدداً من المستثمرين الروس قد يدرسون إمكانية المشاركة في خصخصة شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» فور الإعلان عن شروط البيع، وقال الوزير الروسي على هامش مشاركته في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: «بالفعل يجري الحديث بنشاط عن خطط السعودية، الشروط والأسعار غير معروفة، وبعد الإعلان رسمياً عن شروط الخصخصة، يمكن لمستثمرينا أن يفكروا بإمكانية المشاركة في هذه العملية». وتخطط المملكة لطرح حصة في شركة «أرامكو»، جوهرة تاج الاقتصاد السعودي، تقدر بنحو 5 في المئة للاكتتاب، وذلك في إطار الخطة الاقتصادية «رؤية 2030» التي أطلقها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والهادفة لتنويع الاقتصاد والابتعاد عن النفط. وتهدف الخطة لإنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم تقدر قيمته بنحو تريليوني دولار. و«أرامكو» هي شركة مملوكة للحكومة السعودية بالكامل يقع مقرها الرئيس في مدينة الظهران. وتمتلك احتياطات تفوق 260 بليون برميل من النفط الخام، أي نحو 18 في المئة من الاحتياطات المؤكدة عالمياً، فيما يصل إنتاج الشركة إلى 10 ملايين برميل يومياً.