أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إريك باهون أن الولاياتالمتحدة ستحتفظ بوجود عسكري لها في سورية «طالما كان ذلك ضرورياً». وسبق أن أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن قوات بلاده لن تغادر سورية فور القضاء على «داعش» رابطاً بين مغادرة القوات الأميركية وبين مخرجات محادثات جنيف للسلام، ما أثار انتقادات واتهامات إيرانية - روسية - سورية فوراً للولايات المتحدة الأميركية التي تقول دمشق أن وجود قواتها «غير شرعي» لأنه لم يتم دعوتها من قبل الحكومة السورية. وقال باهون في تصريحات لوكالة فرانس برس: «سنحتفظ بالتزاماتنا طالما دعت الضرورة، لدعم شركائنا ومنع عودة الجماعات الإرهابية» إلى هذا البلد. وتنشر الولاياتالمتحدة حالياً قرابة ألفي جندي على الأرض في سورية، بينهم قوات خاصة، يدعمون «قوات سورية الديموقراطية» في المعركة ضد «داعش». وأوضح باهون أن التزامات القوات الأميركية في سورية ستكون «بموجب شروط»، أي أنه لا يوجد جدول زمني يحدد ما إذا كانت ستنسحب أم لا. وأشار إلى أن الانسحاب العسكري للولايات المتحدة «مرتبط بالوضع» على الأرض في سورية. وقال: «من أجل ضمان هزيمة داعش، يجب على التحالف التأكد من عدم عودتها، أو استعادتها المناطق التي خسرتها أو التآمر لشن اعتداءات في الخارج». وتابع أن «هذا أمر ضروري لحماية وطننا والدفاع عن حلفائنا وشركائنا... ستحتفظ الولاياتالمتحدة بوجود عسكري في سورية ضمن شروط لمكافحة التهديد الذي يشكله الإرهابيون وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة». وشدد باهون على أن هناك تهدئة سياسية لا يزال يتعين العمل على تحقيقها، منتقداً الأداء الروسي في سورية. وقال: «لا يجب الاعتقاد بأنه بمجرد مقتل آخر مقاتلي تنظيم داعش سنتخلى عن قوات سورية الديموقراطية حليفتنا». وأردف أن الولاياتالمتحدة «ستواصل بذل الجهود الضرورية من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار» على الأرض في سورية. وأوضح باهون أن تحقيق الاستقرار يعني «استعادة الخدمات العامة الأساسية، و (تنفيذ) عمليات إزالة الألغام وتوزيع مساعدات إنسانية». ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة تريد أيضاً مساعدة «قوات سورية الديموقراطية» في أن تصبح «قوات أمن محلية دائمة ومكتفية ذاتياً ومتنوعة عرقياً». وأعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري ل «قوات سورية الديموقراطية»، طرد تنظيم «داعش» من شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق بدعم روسي وأميركي على حد سواء. وكانت تركيا أعلنت أنها تلقت تطمينات من البيت الأبيض بوقف تسليم الأسلحة ل «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تصنفها أنقرة «إرهابية». وتحدث البيت الأبيض عن «تعديلات» متصلة بالدعم العسكري لشركاء واشنطن على الأرض في سورية بعد انتهاء معركة الرقة. وعلى وقع الهزائم المتلاحقة التي منيت بها فصائل المعارضة وأدت إلى تقلص مناطق سيطرتها، تراجعت وتيرة غارات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق في شكل كبير أخيراً. وقال الناطق باسم البنتاغون أنّ روسيا «لم تقُم سوى بجزء من عمليات مكافحة الإرهاب» في الأراضي السورية، معتبراً أن مكافحة تنظيم «داعش» «لم تشكل أولوية» لموسكو في سورية. وأضاف باهون أن روسيا «ليس لديها في ما يبدو أي خطة» لإنهاء الحرب الأهلية في سورية «أو لحل المشكلات الأساسية التي أدت إلى ظهور تنظيم داعش». كذلك شدد باهون على أن روسيا «لا تسعى بجدية إلى التوصل لانسحاب المقاتلين الموالين لإيران» من سورية، بمن فيهم «حزب الله» اللبناني الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.