قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إنه يجب تطهير منطقة عفرين في سورية من «وحدات حماية الشعب» الكردية، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة خيبت آمال تركيا لأنها «لم تحفظ معظم عهودها» وهو لا يريد تكرار التجربة ذاتها في عفرين. وفي كلمة إلى مسؤولين من حزبه العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، أعلن أردوغان أن العملية العسكرية الدائرة في إدلب السورية مستمرة كما هو مخطط لها، وأن تقدماً كبيراً تحقق بفضل الموقف المشترك من جانب تركياوروسياوإيران. وقال الرئيس التركي إن واشنطن أصبحت عائقاً أمام الحرب على «وحدات الحماية» وتنظيم «داعش» بسبب دعمها بعض التنظيمات الإرهابية. وأضاف أن «من أنشأ داعش هو من أنشأ وحدات الحماية» الكردية. وأشار إلى وجود تعاون بين «الوحدات» و «داعش»، مؤكداً في الوقت ذاته أن هناك من يطالب بالحرية لهذه التنظيمات على رغم كل ذلك. وأكد أن تركيا تستمر في محاربة كل التنظيمات الإرهابية. وحول عملية إدلب، قال أردوغان إنها لا تزال مستمرة وفق ما خطط لها، مضيفاً أن مسألة مدينة إدلب ستكون على رأس جدول أعمال قمة سوتشي. وأشار أيضاً إلى تحقيق «تقدم حقيقي في الموقف المشترك مع إيرانوروسيا». وكان أردوغان وصف سابقاً تصريحات البنتاغون، التي ذكر فيها أن الولاياتالمتحدة ليست متورطة في سحب العشرات من مقاتلي «داعش» من الرقة السورية، بأنها غير مقنعة. وأضاف في حديث مع الصحافيين على متن طائرته خلال العودة من جولة قادته إلى روسيا والكويت وقطر، أن الولاياتالمتحدة تشارك في العملية البرية إلى جانب «قوات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها تركيا وحدات إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. ونقلت صحيفة «صباح» التركية أمس، عن أردوغان قوله: «هناك أيضاً أنباء أنها (واشنطن) تدفع نقوداً للإرهابيين من القوات الكردية، وقد تم إمدادهم ب3.5 ألف شاحنة تحمل المدرعات وغيرها من الأسلحة». وأضاف أن لدى الولاياتالمتحدة 13 قاعدة عسكرية في سورية. كما شكك في صحة التصريحات الأميركية حول عدم مشاركة العسكريين الأميركيين في العمليات العسكرية. وذكر أن أنقرة كانت تدعو واشنطن إلى شن عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم «داعش» في الرقة ومنبج، مشيراً إلى أن واشنطن رفضت هذا الاقتراح وقررت مكافحة «داعش» باستخدام إحدى المجموعات الإرهابية ضد أخرى. وكانت شبكة «بي بي سي» أفادت سابقاً بأن وحدات «قوات سورية الديموقراطية» التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، ساعدت في انسحاب نحو 250 مقاتلاً من تنظيم «داعش» من الرقة. وأعلنت بعثة سورية الدائمة لدى الأممالمتحدة، من جهتها، أن التحالف الدولي عمل الشيء ذاته في دير الزور. أما البنتاغون فأكد انسحاب نحو 300 مقاتل من «داعش» من الرقة، في إطار اتفاق بين «قوات سورية الديموقراطية» ومجلس المدينة، لكنه نفى كل التأكيدات حول مشاركته في هذه الصفقة.