اجتاح أكثر من 300 مسلح من تنظيم «القاعدة» مدينة سيئون في وادي حضرموت (شرق) ليل الجمعة- السبت وشنوا هجمات متزامنة على غالبية المنشآت العسكرية والأمنية والمصارف، وخاضوا حرب شوارع في مواجهة الجيش والشرطة حتى الفجر، مخلفين عشرات القتلى والجرحى وخسائر مادية كبيرة قبل أن تعلن السلطات السيطرة على الموقف. وتزامنت الهجمات، وهي الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على معاقل التنظيم في محافظتي شبوة وأبين المجاورتين قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، مع اشتداد المواجهات في محيط مدينة عمران شمال صنعاء، بين الحوثيين ووحدات من الجيش مدعومة بمسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمون). وقالت مصادر أمنية وشهود ل «الحياة»، إن «أكثر من 300 مسلح من القاعدة اجتاحوا سيئون منتصف ليل الجمعة- السبت من أكثر من اتجاه، مستخدمين حوالى 30 سيارة في هجمات متزامنة ومنسقة على المنشآت العسكرية والأمنية والمصارف في المدينة». وأضافت «أن الهجمات شملت مقر المنطقة العسكرية الأولى وثكنة قوات الأمن الخاصة ومقرات المباحث الجنائية والأمن القومي وشرطة المرور والأمن العام والمطار والمجمع الحكومي ومصرفين حكوميين ومكتب البريد ومصرفين أهليين»، وزادت أن « اشتباكات عنيفة أعقبت الهجمات بين المسلحين وقوات الأمن وحرس المباني ووحدات الجيش، التي استعانت بالمروحيات والمقاتلات الحربية، استمرت حتى فجر أمس»، مؤكدةً أن المسلحين «تمكنوا من السطو على مصرفين أهليين ومصرف حكومي ومكتب للبريد قبل أن يحرقوا مبانيها، في حين تصدى لهم حرس فرع المصرف المركزي ولم يتمكنوا من اقتحامه». وتضاربت المعلومات في أعداد القتلى، إلا أن مصادر أمنية وطبية أكدت ل «الحياة» أن «13 جندياً وشرطياً قتلوا في أماكن متفرقة، بينهم ستة من حراس المصرف المركزي وأربعة من شرطة المرور وأربعة من الجيش والقوات الخاصة، إضافة إلى أكثر من 20 جريحاً إصابات بعضهم خطيرة». وأضافت المصادر ذاتها أن «عشرات المسلحين قتلوا وجرحوا في قصف جوي استهدف سياراتهم أثناء عملية الفرار». ولاحقاً أكدت وزارة الدفاع «قتل 15 مسلحاً، بينهم شخصان يحملان الجنسية السعودية، الأول يدعى فيصل العفيفي والآخر فواز الحربي». وفيما لاذ المهاجمون بالفرار قبل طلوع الشمس «إلى جهة غير معلومة»، حمّل عدد من السكان تحدثوا إلى «الحياة»، السلطات المسؤولية واتهموها ب «التواطؤ والتقصير» في حماية المدينة. في غضون ذلك، «أعلنت السلطات استعادة السيطرة على الموقف في سيئون، وأكد قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء محمد الصوملي، أن المدينة «أصبحت تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية». وأضاف أن «العناصر الإجرامية الإرهابية لاقت مصيراً مناسباً لفعلتها العدوانية، وتجري ملاحقة من لاذ بالفرار إلى مواقع مختلفة حيث يتعامل معهم الطيران الحربي ويلاحقهم أبطال القوات المسلحة والأمن إلى أوكارهم». وفي سياق منفصل، اشتدت فجر أمس المواجهات المستمرة منذ ستة أيام في محيط مدينة عمران شمال صنعاء بين الحوثيين وقوات حكومية مدعومة بمسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح، على رغم إعلان لجنة الوساطة الرئاسية في وقت متأخر ليل الجمعة التوصل إلى اتفاق لوقف النار.