اعتاد العلماء على النظر إلى القمر باعتباره أقدم رفيق للأرض، إذ تربط معظم النظريات الفلكية بين تكوّن القمر وظهور الأرض نفسها. ويبدو أن هذا المفهوم أخذ بالتغيُّر، فقد اكتشف علماء الفلك في مرصد «أرمار» في إرلندا الشمالية أخيراً، كويكباً (Asteroid) يرافق كوكب الأرض من بُعد منذ 250 ألف سنة، ووصفوه بأنه الرفيق القديم للأرض، على رغم حداثة عهدهم به. وأكّدوا أنه ليس من المتوقع أن يصطدم بالأرض، وأن اكتشافه ليس مدعاة للذعر. ويدور الكويكب المكتشف حول الشمس في مسار على هيئة حدوة حصان، يتناغم مع المدار البيضوي للأرض حول الشمس. في المقابل، تتخذ معظم الأجرام السماوية التي تدور بموازاة الأرض، مدارات أكثر استطالة، مثل بيضة ممطوطة. ويقع الكويكب حاضراً فى أحد طرفي حدوة الحصان من مداره، ما يمكّن من رؤيته بسهولة من الأرض باستخدام تلسكوبات الرصد الفلكي. وأكد العلماء أن الكويكب لا يزال على مسافة جيدة من الأرض، إذ يبعد عنها بمقدار 19 مليون كيلومتر، وهي مسافة تقارب 50 ضعف المسافة بين الأرض والقمر. وذكر العلماء أن هذا الكويكب دأب على السير فى مداره من طرف إلى آخر على مدى ال175 عاماً الماضية. وأشاروا إلى اكتشاف 3 «رفقاء» آخرين من النوع نفسه، ولكن مداراتها غير مستقرة، ولا تبقى على «صحبتها» مع مسار الأرض سوى بضعة آلاف من السنين، قبل أن تنصرف مبتعدة عنها. وأخيراً، أوضح العلماء أن أصل هذا الكويكب ما زال مجهولاً، مشيرين إلى أن مراقبة لونه تعطي معلومات عن سطحه، ما يتيح معرفة المزيد عن تكوينه، وربما أيضاً عن منشئه كونياً.