أبدى عدد من خبراء وقيادات التعليم العالي الدوليين المشاركين في المؤتمر الدولي للتعليم العالي رضاهم التام عن الندوات وما قدمته من إسهام مهم سواء على المستوى المعرفي المتعلق بمفاهيم وقيم التعليم العالي أو من حيث استعراض التجارب في إدارة وتنظيم هذا القطاع الحيوي وعلاقته بمحاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أشادوا بالفرص التي وفرها المعرض للجمهور السعودي والجامعات العالمية من أجل الالتقاء وتبادل الأفكار، متوقعين أن تعود هذه التظاهرة التعليمية الكبيرة بفائدة ملموسة على حركة التعليم العالي في المملكة. مدير مركز التعليم العالي الدولي في كلية بوسطن البرفيسور فيليب الباخ، أشاد بنجاح المؤتمر والمعرض في جمع عدد كبير من الجامعات العريقة، إضافة إلى المتحدثين المميزين الذين مثلوا قيمة مضافة إلى فعاليته، معبراً في الوقت نفسه عن تفاؤله بالتأثير الإيجابي الذي سيعود على حركة التعليم العالي في المملكة من هذه المناسبة، مشيراً إلى أن السعوديين يملكون المقدرة على تعزيز واقع الدراسات العليا من خلال الاستفادة من أوراق العمل التي يقدم فيها المتحدثون خبرتهم في المجال، بجانب الاستفادة من الالتقاء المباشر بمسؤولي القبول في الجامعات، وحول الدورة المقبلة من المؤتمر اقترح الباخ أن تولي اهتماماً بموضوع التدريس والتعليم في المرحلة الجامعية واعتبره موضوعاً مهماً يستحق الدراسة والبحث. البروفيسور الذي قدم ورقة عن المنافسة العالمية في التعليم العالي ختم حديثه بإبداء إعجابه بالمملكة التي يزورها للمرة الرابعة، منوهاً بقوة الدعم الذي توليه لقطاع التعليم العالي، وأضاف: "لا أجد دولة في العالم تنفق على التعليم العالي بالتناسب مع عدد سكانها، أكثر من المملكة العربية السعودية". من جهتها، حرصت الأستاذة في معهد أونتاريو للدراسات في التربية والتعليم الكندية الدكتورة جين نايت في بداية ورقتها على تهنئة منظمي المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي تحتضنه الرياض. وقالت إنها فخورة بالمشاركة في هذا الحدث معتبرة أن البرنامج العلمي للمؤتمر كان غاية في الأهمية. وأضافت: "لقد أثار الكثير من القضايا الأساسية في مجال التعليم العالي وتناولها بالتحليل الموضوعي الذي ربطها بتجارب مختلفة ومنحها طابعاً عالمياً". ووصفت نايت التي قدمت ورقة بعنوان: "الابتعاث والحراك الطلابي الدولي" المؤتمر "بالمناسبة القيمة"، مؤكدة أن المحاور التي طرحت في الندوات كانت محفزة للحضور من جميع أنحاء العالم لطرح أسئلة مميزة كشفت عن كثير من قضايا التعليم العالي التي تستحق المعرفة والنقاش. من جانبه، قال أستاذ وعميد كلية الدراسات العليا للتربية والتعليم في جامعة شنغهاي البروفيسور نيان كاي ليو إن المؤتمر والمعرض حققا نجاحاً متواكباً بين البرنامج العلمي والندوات وورش العمل من ناحية، وبين أجنحة العرض التي مثلت جامعات عالمية مرموقة من أميركا وأوروبا وكندا وغيرها. وأضاف ليو أنه دهش من حجم الزائرين الذين يبدون رغبة مستمرة في المعرفة بشأن الدراسة الجامعية من خلال طرح الأسئلة على العارضين ومسؤولي القبول". واعتبر ليو أن التقارب الثقافي هو الأمر المميز الذي لمسه من خلال هذه المناسبة، قائلاً إن هذا الجانب يتعزز بسبب وجود المملكة والصين في قارة آسيا، كما لم يخف الأكاديمي الصيني الذي يشرف على نظام عالمي لتصنيف الجامعات إعجابه بالعادات والتقاليد السعودية. رئيسة لجنة مؤسسات التعليم العالي في إنكلترا الدكتورة باربرا بريتنغهام، وصفت المعرض بالمثير للاهتمام، مشيرة إلى أنها حرصت على زيارة أجنحة الجامعات الأميركية التي تعرفها، ولم يقتصر اهتمامها على المعرض فقط بل قامت بزيارة لبعض الأماكن في مدينة الرياض. وفي ما يتصل بالمؤتمر الدولي والندوات قالت بريتنغهام إنه كان مميزاً في طرح قضايا تعليمية مهمة حازت إعجاب وتفاعل الحضور على اختلاف تجاربهم وتخصصاتهم واتفاقها في مجال التعليم العالي، كما أكدت أهمية الشراكة بين الجامعات السعودية والدولية وما تمثله من منفعة عامة للجميع، وقد وجهت الدكتورة باربرا شكرها الكبير لوزارة التعليم العالي معلقة "كرم الضيافة هنا أمر لا يمكن وصفه". وشدد مدير جامعة لينغستون في المملكة المتحدة بيتر سكوت على أن تجربته أثبتت له أنه في مؤتمر عالمي بمعنى الكلمة، مشيراً إلى أنه أعجب بما وجده من أفكار جديدة ونقاشات جيدة تكشف عن اهتمام ودراسة متأنية من القائمين على المؤتمر. وذكر سكوت الذي قدم ورقة عن القيم والأخلاقيات في مؤسسات التعليم العالي أن أهم ما لفت نظره في حضوره الأول للسعودية الحركة المتصاعدة نحو تطوير التعليم العالي والجامعات السعودية، وما لمسه من الرغبة الحقيقية والحماسة لإيجاد فرص أكبر للنجاح ضمن نظام جامعي قابل للتطوير باستمرار.