عاد الهدوء إلى محافظات جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، بعد تراجع الهيئة العليا للانتخابات عن قرارها منع ترشح 6 شخصيات كردية للانتخابات الاشتراعية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل. وفتحت المحال التجارية في مدينة دياربكر أبوابها، بعد إغلاق استمر ثلاثة أيام شهدت المدينة خلالها تظاهرات عنيفة وصدامات بين محتجين أكراد وقوات الأمن امتدت إلى تسع محافظات، بينها إسطنبول، فيما ما زال حوالى 160 شخصاً موقوفين على ذمة التحقيق، بتهمة إثارة أعمال شغب وعنف والإضرار بالممتلكات العامة، خلال الصدامات التي أسفرت عن مقتل كردي وجرح ثلاثة من رجال الأمن. وأبقت الهيئة العليا للانتخابات على قرار الحظر، في شأن ستة مرشحين مستقلين آخرين، لكن ذلك لم يُحدث أثراً قوياً، بسبب رفع الحظر عن المستقلين الذين يساندهم «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، وهم ليلى زانا وخطيب دجلة وصاباحات طونجال. في غضون ذلك، أعلن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض كمال كيليشدارأوغلو، عن البرنامج الانتخابي لحزبه، ولفت فيه تركيزه على القضيتين العلوية والكردية اللتين تراجعتا في شكل كبير في البرنامج الانتخابي ل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، لمصلحة مشاريع تنموية اقتصادية ضخمة. وأكد كيليشدارأوغلو أن حزبه يسعى إلى إعطاء العلوين والأكراد حقوقهم كاملة، من خلال نظام ديموقراطي شفاف في تركيا. في المقابل، بدأ رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان جولته الانتخابية، ويزور خلالها محافظتين يومياً، لحشد أضخم عدد ممكن من الأصوات لحزبه في الاقتراع. ويركّز اردوغان في حملته على صوغ دستور جديد للبلاد، يعد بأنه سيسوّي كلّ مشاكلها السياسية والاجتماعية.