في تسارع لوتيرة الجهود الاميركية لإنهاء حالة الجمود السياسي والعسكري في ليبيا، بدأ السناتور الجمهوري جون ماكين، المؤيد لتدخل أميركي أكبر في ليبيا، زيارة الى مدينة بنغازي، عاصمة الثوار حيث سيبحث معهم آخر تطورات الازمة، فيما اجتمع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني مع السناتور جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي في روما أمس، حيث يبحثا ايضاً تطورات الازمة الليبية. ويأتي ذلك فيما اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان واشنطن ترغب في الحصول على مساعدة الاتحاد الافريقي للوصول الى «حل سياسي» للنزاع، كما دعت الى التحلي بالصبر حيال نتائج حملة حلف شمال الاطلسي في ليبيا. ويظهر اهتمام الطبقة السياسية في اميركا، سواء من الديمقراطيين او من الجمهوريين بما يحدث في ليبيا، بأهمية عامل الوقت، خصوصاً أن هناك مخاوف متزايدة من ان يؤدي طول أمد الازمة الى تقسيم ليبيا. وقال المجلس الوطني الليبي المعارض ان السناتور الجمهوري جون ماكين وصل الى بنغازي، عاصمة الثوار، لاجراء محادثات مع زعماء المعارضة. وبثت شبكة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية لقطات لماكين أمس يسير وسط مرافقيه في شوارع بنغازي. وقال متحدث باسم المعارضة ان ماكين زار مبنى المحكمة الذي بدأت من عنده الاحتجاجات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي في شباط (فبراير) الماضي. وقال شاهد عيان لوكالة «فرانس برس» ان المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية في 2008 وصل الى وسط بنغازي في موكب مؤلف من سيارتي جيب سوداوين وكان في استقبالة حوالى خمسين شخصاً يهتفون «ليبيا حرة والقذافي بره، شكراً اميركا، شكراً اوباما». ومن المقرر ان يلتقي ماكين خلال زيارته مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار لتمثيلهم وادارة شؤونهم. وماكين هو ارفع شخصية اميركية تزور الاراضي التي يسيطر عليها المتمردون في ليبيا منذ بداية الثورة. ودعا السيناتور الاميركي، وهو احد اهم مؤيدي العمليات العسكرية في ليبيا في الكونغرس الاميركي، في 13 نيسان (ابريل) الى مشاركة الولاياتالمتحدة من جديد عسكرياً في التحالف الدولي، مؤكداً ان الحلف لا يملك القوة الضاربة اللازمة. وقال فيروز ناس (47 سنة)، وهو مدرس جاء للترحيب بماكين، لوكالة «فرانس برس»: «انها لحظة عظيمة لنا لان الاميركيين من كل الاتجاهات يقفون مع الليبيين». ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ليل اول من امس الى التحلي بالصبر حيال نتائج حملة «الاطلسي» في ليبيا، واجرت مقارنة بين هذه الحملة وتلك التي شهدها اقليم كوسوفو عام 1999 والتي شكلت بداية نهاية الزعيم سلوبودان ميلوسيفيتش. وقالت كلينتون للصحافيين: «نحن (نعمل) منذ وقت قصير نسبياً». واضافت «اذكركم بأن الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين قصفوا اهدافاً في صربيا على مدى 78 يوماً». ورداً على سؤال حول حصار مصراتة، قالت كلينتون انه حصار «لا انساني»، معتبرة ان النظام الليبي متورط في «انشطة مؤسفة تستهدف المدنيين مباشرة». وأضافت: «لكن مقاتلي المعارضة يصمدون»، وصمودهم بجزء منه يعود الى تدخل قوات الاطلسي. كما اكدت كلينتون ان واشنطن ترغب في الحصول على مساعدة الاتحاد الافريقي للوصول الى «حل سياسي» للنزاع. وقالت قبل لقائها جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي «اننا نبحث عن مساعدة الاتحاد الافريقي للوصول الى حل سياسي في ليبيا». ويقترح الاتحاد الافريقي «خريطة طريق» للخروج من النزاع. وكان الثوار الليبيون رفضوا في 11 نيسان وقفاً لاطلاق النار اقترحه الاتحاد الافريقي ووافق عليه القذافي. ورفض الثوار مقترح الاتحاد الافريقي لانه لا يفضي الى التنحي الفوري للزعيم الليبي. وأعربت كلينتون عن «تقديرها» للأهمية التي اولاها الاتحاد الافريقي بشأن «عملية ديموقراطية مفتوحة وتستجيب لحاجات الشعب الليبي». وكانت مجموعة الوساطة التي شكلها الاتحاد الافريقي لحل الازمة في ليبيا عارضت الضربات العسكرية التي اجازها القرار الدولي 1973 لحماية المدنيين في ليبيا. الا ان كلينتون اشارت الى ان الدول الافريقية الثلاث الاعضاء حالياً في مجلس الامن - نيجيريا وجنوب افريقيا والغابون - وافقت على القرار. ويأتي ذلك فيما اجتمع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني مع السناتور جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي في روما أمس. ومن المتوقع ان يناقش كيري الازمة الليبية مع رئيس الوزراء الايطالي. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع قررت ايطاليا ارسال عشرة مستشارين عسكريين لمساعدة المعارضة المسلحة الليبية في قتال القوات الموالية للزعيم الليبي.