دعا السناتور الاميركي جون ماكين ادارة الرئيس باراك اوباما الى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كممثل شرعي للشعب الليبي ونقل الاصول الليبية المجمدة اليه، وهو ما أيده فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. كما حض ماكين اثناء زيارة الى بنغازي أمس، حلف شمال الاطلسي على تكثيف حملته الجوية، مشددا على وجوب تقديم مساعدات للثوار في مجال التدريب والتسلح والقيادة. وجاءت تصريحات ماكين وسط تسارع واضح لوتيرة الجهود الاميركية لإنهاء حال الجمود السياسي والعسكري في ليبيا، إذ اجتمع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السناتور جون كيري في روما أمس لبحث تطورات الازمة، بينما أعلنت أميركا أنها بدأت تستخدم طائرات «بريديتور»من دون طيار المزودة صواريخ في مسرح العمليات، لتعزيز القدرات الجوية للحلف الاطلسي. وقال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة مايك مولن أمس إن الضربات الجوية التي شنتها قوات «الاطلسي» قوضت القوات الليبية البرية بنسبة تراوح بين 30 و40 في المئة، لكن المدى الزمني لرحيل العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة «غير واضح». وتابع مولن: «كل تحرك تتخذه الدول لتضييق الخناق عليه سيستمر حتى يرحل. هل سيفهم هذا... لا أعرف». كما أوضح أنه ليست هناك مؤشرات على وجود عناصر لتنظيم «القاعدة» في صفوف المعارضة الليبية. وأشار وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس إلى ان قرار استخدام طائرات من دون طيار اتخذ بسبب «الوضع الانساني»، موضحا ان طائرات «بريديتور» تؤمن قدرة لا توفرها أنواع أخرى من الطائرات العسكرية، ولا سيما من اجل تجنب سقوط ضحايا مدنيين. فيما قال نائب رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال جيمس كارترايت ان «الامر الفريد الذي ستقدمه الطائرات من دون طيار هو القدرة على التحليق على ارتفاع ادنى وبالتالي تحقيق رؤية افضل لاهداف محددة». ويمكن لهذه الطائرات ان تطير لمدة 24 ساعة بدون توقف تقريبا، كما يمكنها اصابة أهداف صغيرة مثل قناص فوق بناية. لكن على رغم حماسة الثوار للخطوة، إلا أن إدخال «بريديتور» مسرح العمليات لن يؤدي وحده إلى «تغيير قواعد اللعبة». ويقول خبراء استراتيجيون إن القدرات التقنية العالية لهذه الطائرات يلزمها معلومات استخباراتية من على الأرض، وهي ربما نقطة ضعف لدى «الأطلسي» والثوار الليبيين الذين لم يظهروا حتى الآن أن لديهم قدرات جيدة في ما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية على الأرض. وفي مصراتة، آخر معقل كبير للمعارضة في غرب البلاد انتزع الثوار السيطرة على مبنى اداري كبير في وسط المدينة كان قاعدة لقناصة القذافي بعد معركة ضارية استمرت أسبوعين. وقال ثوار لوكالة «رويترز» انهم سيطروا على عدة مبان أخرى في وسط المدينة وانتزعوها من قوات القذافي وان الوضع لا يتفق مع ما يقوله مسؤولون حكوميون في طرابلس من أنهم يسيطرون على 80 في المئة من مصراتة. إلا ان الوضع الانساني واصل التدهور في المدينة، وقال شهود ومقاتلين لوكالة «رويترز» إن الامدادات الغذائية والطبية بدأت تنفد في مصراتة وامتدت طوابير طويلة امام محطات البنزين، واضطر السكان الى استخدام المولدات نظراً لانقطاع التيار الكهربائي.