تُفتتح السبت المقبل في «متحف بول فاليري» في مدينة سيت في الجنوب الفرنسي، صالة جديدة تضم مجموعة أعمال فنية كان قدمها الشاعر اللبناني باللغة الفرنسية صلاح ستيتية (مواليد عام 1929)، إلى المتحف هِبَة، وهي تشكّل جزءاً من مجموعته الفنية الخاصة التي تضم لوحات زيتية ومائية ورسوماً ومخطوطات ومنحوتات وصوراً فوتوغرافية تحمل تواقيع 88 فناناً بعضهم معروف على المستوى العالمي، مثل البلجيكي بيار أليشنسكي والإسباني أنطونيو تابييس والفرنسي جورج ماتيو. أبرز ما في هذا الحدث الثقافي أنه يضع مجموعة فنية خاصة لشاعر عربي في متحف فرنسي وعالمي، وأهمية الحدث أيضاً أنه يكشف ثراء العلاقة بين الشاعر ونتاجه من جهة، ونتاج الفنانين الذين تفاعلوا مع شعره وهم من جنسيات مختلفة، من جهة أخرى. ولا تعكس مجموعة ستيتية التي أصبحت اليوم داخل صالة في متحف فرنسي حساسية هذا الشاعر في علاقته بالفنون البصرية فحسب، وإنما تعكس أيضاً جانباً مهماً من الحساسية الجمالية التي طبعت المشهد التشكيلي الحديث والمعاصر، في تنوع أساليبه وأدواته وأشكاله. كيف لا وهي محصّلة لقاء شعري فني يغطّي مرحلة زمنية كبيرة تتجاوز نصف قرن. وسبق ل «متحف بول فاليري» في مدينة سيت، أن أقام عام 2012 معرضاً بعنوان «صلاح ستيتية والفنانون» ضم جزءاً من مقتنيات الشاعر الفنية، ويأتي افتتاح الصالة الجديدة امتداداً لذلك التعاون الأول بين ستيتية والمتحف. ويحمل «متحف بول فاليري» الذي أُنشئ مطلع السبعينات من القرن الماضي اسم الشاعر الفرنسي الكبير بول فاليري المولود في سيت. ويضم المتحف، كما هو معروف، مجموعات فنية قيّمة، وجناحاً للشاعر بول فاليري نفسه يحتوي على مخطوطاته وصوره وبعض رسومه... إلى ذلك، يقيم المتحف معارض موقتة لأهم الفنانين المنتمين إلى تيارات فنية مختلفة، منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم. ويؤمّ المتحف زوار من العالم أجمع خصوصاً بعدما عملت أمينته مايتي فاليز بليد الى تحويل مدينة سيت كل صيف إلى إحدى عواصم الشعر العالمي في أوروبا من خلال مهرجان «أصوات المتوسط». وقال صلاح ستيتية، رداً على سؤال ل «الحياة»، إن خطوة «متحف بول فاليري» هي «تتويج لتجربتي الشعرية ولعلاقتي بالفنانين على مدى حياتي بأكملها». وهل ستكون هذه المبادرة الفرنسية بداية لمبادرات أخرى خصوصاً في العالم العربي؟ أجاب ستيتية: «العالم العربي منهمك الآن بأمور أخرى، وهو بعيد كل البعد عن الجماليات والفنون لأنه يرزح تحت الحروب التي لا تنتهي، وتحت وابل القصف متعدد المصادر».