وجّه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعوات إلى نظرائه في «مجموعة الدعم الدولية للبنان» إلى عقد اجتماع في باريس الجمعة في 8 الجاري للبحث في الأزمة السياسية، وتأكيد مساندة استقراره وسيادته وحفظ أمنه. وعلمت «الحياة» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر تسريع الدعوة إلى الاجتماع من أجل التقاط فرصة حماية لبنان من تداعيات التصعيد الذي تشهده المنطقة، ورجّحت أن يحضر ماكرون اختتام الاجتماع لتأكيد اهتمام فرنسا بإبعاد لبنان من هذه الصراعات. وتضم مجموعة الدعم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانياوإيطاليا والأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. وأضيفت إليها في الدعوة وزارة الخارجية المصرية. وقالت مصادر مطلعة في فرنسا إنه تأكد حضور وزراء الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الروسي سيرغي لافروف والمصري سامح شكري، والمفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. وكان الجانب الإيطالي أبلغ الرئيس ميشال عون خلال زيارته روما قبل يومين أن إيطاليا ستحضر الاجتماع وتتمثل بوزير الخارجية والتعاون الدولي أنجيلينو ألفانو. وتوقع مصدر وزاري لبناني ل «الحياة» أن يسبق اجتماع المجموعة، اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني لإقرار صيغة البيان التسوية الذي تجرى اتصالات حثيثة من أجل استكمال صياغته النهائية لتأكيد اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، لمعالجة الأزمة السياسية مع الدول العربية، لا سيما الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية نتيجة اتهامها «حزب الله» بالتدخل في شؤونها وفي اليمن والبحرين تنفيذاً للسياسة الإيرانية، ما أدى إلى استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ثم تريثه في تقديمها شرط وضع آلية للنأي بلبنان عن التدخل في شؤون الدول العربية. ولم تستبعد المصادر أن تؤكد مجموعة الدعم الدولية بيان الحكومة اللبنانية الذي يكون قد صدر قبل اجتماع الجمعة في باريس. وقالت المصادر إنها تتوقع أن يحضر الاجتماع الرئيس الحريري أيضاً. واجتمع الحريري ليل أول من أمس مع وزير الخارجية جبران باسيل للبحث في صيغة النأي بالنفس والمرحلة المقبلة. وكانت تكهنات في بيروت أشارت إلى احتمال أن ينعقد مجلس الوزراء اللبناني الثلثاء المقبل، إلا أن مصادر وزارية قالت إن الحريري الذي كان ما زال في باريس أمس لم يوجه الدعوة إلى الاجتماع بعد. لكنها أكدت أنه سيعقد قبل الجمعة برئاسة الرئيس عون، وأن الصيغة النهائية للبيان حول تأكيد النأي بالنفس تحتاج إلى استكمال. وعلمت «الحياة» أن رئيس البرلمان نبيه بري يعمل على الصيغة وأنه يجري تبادل الأفكار والاقتراحات في شأنها مع الحريري وعون و «حزب الله». وقالت مصادر قيادات التقت بري إن الأخير مصرّ على صيغة للنأي بلبنان عن الصراعات العربية وتدخل أي جهة في شؤون أي دولة عربية، تكون مرضية للجانب السعودي. وقالت مصادر مقربة من بري إن همه العمل على تعويم الحكومة التي يرأسها الحريري وتفعيل عملها. كما نقل عنه رفضه أي أفكار لإجراء تعديل بأسماء بعض الوزراء كما أشيع أخيراً، مؤكداً أن أياً من المعنيين لم يفاتحه بهذه الفكرة، خصوصاً أن الوقت ضيق ولا يسمح بذلك نظراً إلى قرب إجراء الانتخابات النيابية. وكانت مصادر مقربة من الرئيس عون استبعدت فكرة تبديل أي من الوزراء في الحكومة ونقلت عنه أنه لم يسمع اقتراحاً بذلك من أي مسؤول آخر. وكان الحريري ندد أول من أمس بالعمليات التي تستهدف المملكة العربية السعودية، وآخرها عملية إطلاق صاروخ باليستي مصدره الأراضي اليمنية. واعتبر أن «مثل هذه العمليات يشكل تهديداً جديداً للأمن الإقليمي وينذر بعواقب خطيرة».