يبدأ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اليوم، مشاورات ماراثونية مع الكتل النيابية والأحزاب الممثلة في الحكومة ، إضافة إلى أحزاب خارجها حول رؤية لمعالجة الوضع الذي نشأ بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، تتناول 4 عناوين هي ضمان الاستقرار اللبناني، التزام اتفاق الطائف، وآلية النأي بالنفس عن صراعات المنطقة والعلاقات مع الدول العربية. وأعلن مدير مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية رفيق شلالا أن عون سيطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري على ما توصلت إليه المشاورات، فيما علمت «الحياة» أن الجانب اللبناني تلقى معلومات بأن باريس أرسلت إلى طهران أحد مسؤوليها، موفداً من الرئيس إيمانويل ماكرون للبحث مع المسؤولين الإيرانيين في الأزمة اللبنانية، في إطار تحرك الرئيس الفرنسي من أجل إنجاح جهود المسؤولين اللبنانيين للتوصل إلى اتفاق على تطبيق مبدأ النأي في لبنان عن صراعات المنطقة، عبر وقف تدخل «حزب الله» في عدد من الدول العربية. وكان الرئيس ماكرون أجرى اتصالين هاتفيين مساء السبت، مع كل من عون والحريري للبحث في «التطورات الأخيرة في لبنان»، وفق نبأ وزعته الرئاسة الفرنسية. ولم تستبعد المصادر الرسمية اللبنانية أن يكون الرئيس الفرنسي أبلغ الجانب اللبناني بأنه أرسل موفداً إلى طهران. لكن المصادر لم تشر إلى معطيات محددة حول مهمة الموفد. وأشارت مصادر وزارية ل «الحياة» إلى أن الاتصالات التي يجريها الرؤساء الثلاثة في بيروت يفترض أن تواكبها اتصالات خارجية تساعد على التوصل إلى آلية لينأى لبنان بنفسه عن صراعات المنطقة. وقالت مصادر لبنانية رسمية ل «الحياة» إن عون ينوي إنهاء مشاوراته مع الفرقاء اللبنانيين اليوم، على أن يلتقي بري والحريري مساءً من أجل إطلاعهما على حصيلتها، وإذا بقي فريق ما لم يتمكن من لقائه اليوم قد يجتمع به غداً الثلثاء، خصوصاً أنه سيغادر بيروت الأربعاء إلى روما في زيارة رسمية. وأوضحت المصادر أن عون سييقوم ما توصل إليه مع الفرقاء الذين يكون التقى بهم خلال اجتماعه مع بري والحريري، اللذين أجريا بدورهما اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية. وأشارت مصادر مطلعة ل «الحياة» إلى أن اتصالات الحريري شملت لقاءه مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين. وأوضحت أنه طلب من الأخير أن ينقل إلى موسكو تمنيه بأن تبذل جهوداً مع طهران كي تساهم في إبعاد «حزب الله» من التدخل في الحروب في عدد من الدول العربية. وعلمت «الحياة» أن الحريري كرر أمام من التقاهم أن أزمة علاقة لبنان مع الدول العربية لن تحل إلا بوقف تدخل الحزب، وأنه لن يحتمل بقاء الأمور على ما هي عليه، وبالتالي لن يستمر على رأس الحكومة، إذا لم تنجح الجهود القائمة خلال فترة تريثه في تقديم استقالته، بناء لطلب الرئيس عون، في التوصل إلى صيغة جدية للنأي بالنفس. وذكرت المصادر أن الحريري يشدد على أن عدم التوصل إلى تطبيق النأي بالنفس في شكل عملي ليس قولاً فقط، سيضع لبنان في مواجهة إجراءات عربية تترك آثاراً سلبية في استقراره، داعياً إلى أخذ الأمور بجدية كاملة.