الرياض، طهران- «الحياة»، ا ف ب - بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس مع منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مسائل ذات اهتمام مشترك، بحسب «وكالة الأنباء السعودية». وقالت مصادر مطلعة ان المحادثات تناولت خصوصا الوضع في الخليج بعد التهديدات الايرانية لدول المنطقة، إضافة إلى الأفكار التي سيطرحها الاتحاد الأوروبي لمعاودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكانت آشتون وصلت إلى الرياض أول من أمس، في جولة تقودها إلى قطر ودولة الإمارات، والتقت في الرياض الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، وبحثت معه الأوضاع في المنطقة العربية. وقال بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون أن الزياني وآشتون استعرضا «الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة العربية، وتنسيق المواقف والرؤى حولها، بما يخدم مصلحة الجانبين». وأضاف: «كما استعرض المواضيع المطروحة على جدول أعمال الدورة ال21 للمجلس الوزاري الخليجي - الأوروبي المشترك، التي ستعقد في أبو ظبي غدا (اليوم) والتحضيرات الجارية لها». في هذا الوقت، أكدت ايران انها «ستتولى» أمن السفارات في طهران بعدما هددت المملكة العربية السعودية بسحب ديبلوماسييها اذا لم تتأمن حماية بعثاتها، في وقت نسبت وسائل الاعلام الايرانية الى منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون قولها، ان «الحوار هو السبيل للخروج من الوضع الراهن في البحرين». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست، إن «أمن السفارات جزء من مبادئنا الأساسية، وسنتولى امن السفارات وحماية حياة الديبلوماسيين». وأضاف ان «شعبنا حساس حيال ما يحصل في المنطقة (...) لكن ذلك يجب ألاّ يسيء الى البعثات الديبلوماسية». وكانت الرياض هددت على لسان نائب وزير الخارجية الأمير تركي بن محمد بسحب ديبلوماسييها من طهران اذا لم تحسن السلطات الإيرانية حمايتها. وتظاهر طلبة إيرانيون في 11 نيسان (ابريل) امام السفارة السعودية احتجاجاً على نشر قوات سعودية في البحرين في إطار قوات «درع الجزيرة». ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن آشتون قولها في رسالة الى وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، أن «الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأوضاع الحالية في البحرين». وكان صالحي بعث برسالة الى آشتون تتناول الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، عبَّر فيها عن «القلق إزاء الاحداث في البحرين،» ودعا الاتحاد الأوروبي الى اتخاذ اجراءات عملية إزاءها. وأكد مهمنبراست أن بلاده «ستواصل جهودها الديبلوماسية الرامية الى وقف المجازر بحق الشعب البحريني»، منتقداً صمت المحافل الدولية في هذا الشأن. وأضاف الناطق أن التطورات الجارية في المنطقة، ومنها البحرين، مدرجةٌ على جدول أعمال وزارة الخارجية، مؤكداً أن الوزارة تتابع هذا الموضوع من جميع جوانبه. وشدد على ان دول العالم والمحافل الدولية تتحمل مسؤولية كبيرة إزاء أحداث البحرين، داعياً تلك الدول إلى «القيام بتحرك جاد وخطوات عملية في هذا الخصوص». واعتبر ان «صمت المحافل الدولية تجاه تطورات البحرين يلفت الرأي العام العالمي الى ان ادعاءات حقوق الإنسان في هذه المحافل مسائل مسيَّسة»، مشيراً الى المعايير المزدوجة في التعامل مع أحداث البحرين.