رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - قدمت فرقة «شطحة» التونسية عرضها الفني الراقص «قهوة» الذي يستلهم مجموعة من قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ليل الاثنين- الثلثاء، على خشبة مسرح وسينماتك القصبة ضمن «مهرجان رام الله للرقص المعاصر». وتستخدم الفرقة في عملها المئات من فناجين القهوة البيضاء الموضوعة على خشبة المسرح التي يخرج الراقص حافظ ضو من تحتها في بداية العرض رويداً رويداً، فيما تظهر على الخلفية كلمات من قصيدة درويش «ذاكرة للنسيان» ومنها «أريد رائحة القهوة لا أريد غير رائحة القهوة ولا أريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة رائحة القهوة لأتماسك... لأقف على قدمي... لأتحول من زاحف إلى كائن لأوقف حصتي من هذا الفجر». ويؤدي ضو العرض على مدى 45 دقيقة منفرداً، بصمت يتحدث بلغة الجسد عدا بضع كلمات عندما بدا كما وأنه في رحلة بين الدول العربية يشير إليها في الفناجين التي يوزعها على خشبة المسرح وهو يعطي كل فنجان اسم دولة. ويعمل ضو على ترجمه النصوص التي تظهر على الخلفية الى حركات في الجسد قبل الانتقال الى مقطع آخر تستحضر فيه مخرجة العمل عايشة مبارك صوت الشاعر محمود درويش وهو يقرأ مقاطع من قصيدة «مقهى وانت مع الجريدة» ومنها «مقهى وأنت مع الجريدة جالس لا لست وحدك... نصف كأسك فارغ والشمس تملأ نصفها الثاني فاصنع بنفسك ما تشاء... اخلع قميصك أو حذاءك إن أردت فأنت منسي وحر في خيالك». وقال ضو بعد العرض في حوار مع الجمهور: «هذا العرض يقدم صورة للفرد الوحيد والحائر. حتى وأنت مع مجموعة فأنت وحيد. لم نهدف في هذا العمل الى تقديم أشعار محمود درويش، ولكننا وجدناها مناسبة جداً للعمل الذي نقوم به فأضفناها إليه». وأضاف: «شرف كبير أن أكون هنا في فلسطين لأقف على الركح وهي وقفة سياسية يسبق فيها الفنانون السياسيين عشرات الخطوات». وأوضح ضو أن فكرة العمل جاءت من القهوة، مضيفاً أن حبة القهوة تكون في البداية حمراء ثم خضراء وبعد ذلك سوداء لتطحن ويكون المشروب الناتج منها أسود في إشارة الى التحولات في حياة الإنسان. أما المخرجة عايشة مبارك فقالت: «هذا العمل يعتبر وقفة للتأمل وتصور المستقبل». وتعرض المهرجان الذي تنظمه «سرية رام الله الأولى» الى انتقادات لاذعة من حركة المقاومة الإسلامية(حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، معتبرة على موقعها الإلكتروني «سرية رام الله الأولى ليست اسماً لسرية عسكرية فلسطينية تقاتل الاحتلال وتذود عن الشعب الفلسطيني بل هي إحدى ثلاث فرق فنية فلسطينية ستشارك في مهرجان الرقص إلى جانب فرق أخرى جاءت من البرتغال وكندا واستراليا وسويسرا وفرنسا والنرويج وألمانيا وإسبانيا وغيرها من الدول التي انتدبت راقصين على ألحان سلطة (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس وعلى جراح غزة وأشلاء شهدائها». وكتب مدير المهرجان في كتيب يشتمل على ملخص عن الفرقة المشاركة وعروضها «الى الشباب العربي الذي آمن بقدراته الذاتية وأنتج الفيلم والمسرحية والرقصة والرواية واللوحة والقصيدة... الى الشباب الذي أحرج جيل الهزائم وصنع الأمل في جيل أرادوا له أن يكون الضحية... الى الذين نثروا رائحة الياسمين في ثورة غدت ثورات نهدي هذا المهرجان». ويستمر المهرجان الذي يقام في مدن القدسورام الله وبيت لحم حتى الخامس من أيار (مايو) يتخلله إحياء يوم الرقص العالمي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة عدد كبير من الفرق الشعبية الفلسطينية في مسيرة تجوب شوارع رام الله.