صحيح أن أكثر المتشائمين من أنصار نادي الوحدة لم يتخيل أو يتوقع السيناريو الذي حدث على ملعب الشرائع في مكة خلال نهائي كأس ولي العهد، تحديداً مع مجريات الشوط الثاني، التي وضحت فيها «معاناة» لاعبي الوحدة سواء من غياب التركيز الذهني فوق المستطيل «الأخضر»، أو من الانفلات التكتيكي بصورة «أرهقت» الفريق، وأدت في النهاية لتوالي الأهداف على مرمى الفريق دون أي ردة فعل تذكر، حتى اكتفى لاعبو الهلال ومن خلفهم كالديرون بنتيجة الخمسة أهداف، وبحثوا عن «تهدئة» رتم المباراة، لحسابات تتعلق بمباراة الجزيرة الإماراتي ضمن البطولة الآسيوية. هذه الخسارة المؤلمة لفريق الوحدة لا يمكن أن تلغي الجهد الذي بذله اللاعبون طوال مباريات هذه المسابقة، ولا الجهد الكبير من الجهازين الفني والإداري، بل إن وصول الفريق لنقطة النهاية برفقة الهلال يعتبر إنجازاً للفريق مهما حاول البعض التقليل من مسيرة الفريق التنافسية خلال مشواره في هذه البطولة، فالخبرة والتمرس في مثل هذه المواقف أعتبرها مَن خان لاعبي الوحدة وقت الحسم، فيكفي غياب 40 عاماً عن منصات التتويج، وهي مدة زمنية طويلة جداً أسوة بفرق المقدمة في الدوري السعودي، التي لها حضورها التنافسي على فترات متفاوتة، لا أظن أنه يطول لأكثر من سنتين أو ثلاث، ناهيك أن تداخل بطولة كأس ولي العهد مع مباريات دوري زين السعودي نقطة سلبية واجهت فريق الوحدة غير المتسلح وغير الحاضر لمواجهة مثل هذه المعوقات؟ إذاً ماذا ننتظر من لاعبين لا يملكون ثقافة مباريات الحسم والنهائي، ولا يملكون ثقافة اللعب وسط هذا الحشد الجماهيري، ولم يمر عليهم أيام تسلط فيها الأضواء صوبهم كما حدث قبل هذه المباراة، هذه عوامل مؤثرة «عجز» معها لاعبو الوحدة عن إثبات قدراتهم الفنية، ووقعوا في «مطب» اللعب الارتجالي، ما كلفهم أهدافاً متوالية «قصمت» ما تبقى من طموح ورغبات. فالهلال الفريق صاحب الأفضلية الفنية لهذا الموسم، والفريق الأكثر استقراراً، والفريق الأكثر نجوماً «نال» مبتغاه من هذه المباراة، دون أن يواجه أي «استفزاز» يسجل من مصلحة الوحدة طوال شوطي المباراة، معتمداً على عوامل عدة يأتي في مقدمها الخبرة والتمرس في مثل هذه البطولات، فالهلال يعد الأول محلياً تحقيقاً للبطولات، وإذا دققنا في شخصية الفريق فهو سيعلن نفسه بطلاً لدوري زين خلال أيام معدودة، علاوة على أن الفريق يعيش مرحلة مميزة فنياً، وإذا «فتشنا» عن نجومه سنجد أن دكة البدلاء مليئة بالنجوم، فما بالك بمن يحرث الملعب طولاً وعرضاً كما يفعل «رئة» الهلال ويلهامسون؟ هذه الفوارق الكبيرة بين معسكري الهلال والوحدة تحتم أن يتقبل أنصار الوحدة ما جرى، ويسارعوا لإيجاد مخارج تضمن للاعبيهم الاستعداد المثالي لما تبقى من مباريات دوري زين السعودي، وألا تكون هناك تبعات لما آلت إليه مباراة الهلال، وأن يترجم الرئيس جمال تونسي وحاتم خيمي خبرات السنين في إغلاق ملف ما حدث وجرى، ومنح اللاعبين «جرعة» تحدٍ للنفس وإثبات الوجود للمباريات المتبقية في هذا الموسم الرياضي. [email protected]