يوم تنافسي تشهده ملاعب المدن السعودية، ترتفع معه حدة السخونة لأعلى درجاتها، ويوم تتكشّف معه ملامح كثيرة لترتيب فرق دوري زين السعودي في القمة والقاع، وهذه السخونة المتوقعة مع الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري تحتم دخول الحكام السعوديين بأعلى درجات تركيزهم الذهني لأجل قيادة هذه المباريات لبر الأمان، وضمان قلة التقديرات الخاطئة في قراراتهم، فنجاح الحكام اليوم لن يتحقق إلا بمساعدة اللاعبين لهم أولاً فوق المستطيل "الأخضر"، إضافة للمساعدة الخارجية من قبل الأجهزة الفنية والإدارية، شاهدنا تقديرات "كوارثية" من الحكام الأجانب في لقطات عديدة، ومعها اختفى صوت الاحتجاج للأسف، ولا نحتاج اليوم مع كل "هفوة" للحكم السعودي أن نعيد أسطوانتنا المعهودة بتحميل تقديرات الحكم مسؤولية نتيجة المباراة، فالجولتان المتبقيتان من دوري زين السعودي تحملان "إثارة" قلّما نجدها في منافسات أخرى، خصوصاً والنقطة لها أهميتها القصوى في تحديد مستقبل العديد من الفرق، تخيلوا أن الهلال ضمن القمة، والحزم بات في القاع، وخلاف ذلك تظل الفرق "حائرة" على أي الشواطئ سيكون مرساها، فرق الاتحاد والاتفاق والشباب والنصر لها حظوظ قوية في مراكز متقدمة لأجل ضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا، ونجران والوحدة والقادسية تبحث عن "طوق" نجاة للهرب من المغادرة لدوري الدرجة الأولى، حتى فريق الفيصلي "يطمع" في مشاركة فرق المقدمة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال متى ما زاد من رصيده النقطي مع هاتين الجولتين، هذه الأهمية للجولتين المقبلتين أعتبرها فرصة تاريخية أمام الحكم السعودي لإعادة جزء كبير من "هيبة" التحكيم السعودي، وهو قادر على ذلك شريطة أن يكون تركيزه في قمة مثاليته، وأن يجد تعاوناً من قبل القريبين منه داخل ملعب المباراة. «مدرسة الوسطى» لم ينجح أحد أن يكون فريق الرياض مهدداً بالهبوط لأندية الدرجة الثانية في الموسم الماضي، وتنقلب الأمور في هذا الموسم بأن يكون أحد الفرق المرشحة بالصعود لدوري زين السعودي إلى آخر جولة، هذه دلالة أن هناك عملاً وجهداً بذلا طوال الأشهر الماضية، وكانت نتائجه تبديل الحال إلى حال آخر، ورغم هذا التطور الملحوظ، إلا أن المتابعين لفرق الدرجة الأولى عن قرب لم يشاهدوا وصول "نضج" فريق الرياض لدرجة تمنحه التفوق على هجر والأنصار وحتى ابها مثلاً، فعنصر الخبرة المطلوب للتعامل مع مباريات الدرجة الأولى ذات الخصوصية أفقد الفريق "توازنه"، فحينما يواصل الفريق التفريط في نقاط في غاية الأهمية على ملعبه وبين جماهيريه، في "قمة" المنافسة فهو الدليل القاطع أن "الخبرة" غائبة للتعامل مع مثل هذه الظروف، وإلا كيف تراجع أداء الفريق مع الأمتار الأخيرة، حتى سقط أمام الشعلة في نهاية المطاف؟ عودة مدرسة الوسطى منتظرة في الموسم المقبل، ولكن بشرط الاستفادة من "درس" هذا الموسم، فزحمة المنافسة ستكون شديدة مع "نهوض" الطائي والوطني، وتجدد أبها، وتواجد الحزم مع رفيق دربه من دوري زين السعودي! [email protected]