أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تمسكه بسياسة النأي بالنفس عن نزاعات المنطقة وحروبها بدءاً من اليمن. وقال إن «لا تراجع عنها ومن دونها لن أكمل والجميع يعرف موقفي». موقف الحريري نقله عنه عدد من نواب كتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت أمس برئاسته، كاشفاً أن هناك مؤشرات إيجابية للوصول إلى صيغة حقيقية للنأي بالنفس وهذا ما تبين من المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية. وأكد الحريري رفضه أي صيغة شكلية للنأي بالنفس الذي يعتبر المدخل لإعادة تصحيح علاقات لبنان بالدول العربية. ورأى الحريري، وفق ما نقله عنه النواب، أن هناك أجواء دولية ضاغطة لمصلحة لبنان للوصول الى صيغة تلزم الجميع بسياسة النأي بالنفس، وقال إن إيران و «حزب الله» يعرفان جيداً حجم الدعم الدولي للبنان ولديهما مصلحة في التهدئة والحفاظ على الاستقرار في البلد، خصوصاً «أننا لسنا متروكين لوحدنا وهناك من يقف إلى جانبنا وعلينا الإفادة من كل هذا الدعم». ولفت الحريري إلى أنه سيكثف تواصله مع كتلة «المستقبل» وسيشارك في اجتماعاتها الدورية، لأن هناك ضرورة للتداول في القضايا المطروحة ومناقشتها في شكل جيد وصولاً إلى بلورة موقف موحد للكتلة لقطع الطريق على من يراهن على أنها ليست على رأي موحد. وأعقب اجتماع الكتلة الذي حضره الرئيس فؤاد السنيورة صدور بيان نوهت فيه الكتلة ب «الموقف الذي أعلنه الرئيس الحريري لجهة التريث في الاستقالة لإجراء مشاورات واتصالات على مختلف المستويات بهدف التزام جميع القوى السياسية سياسة النأي بالنفس عن نزاعات المنطقة وحروبها وتأكيد الانخراط في نظام المصلحة العربية المشتركة تعزيزاً واحتراماً لعلاقات لبنان العربية وتأكيداً والتزاماً بأحكام الدستور واتفاق الطائف». واستنكرت الكتلة بشدة «المجزرة المروعة التي ارتكبتها مجموعة من الإرهابيين في مسجد بلدة الروضة في منطقة العريش في مصر وأدت إلى استشهاد مئات المواطنين المصريين الأبرياء وجرح مئات آخرين خلال أدائهم صلاة الجمعة»، وتوجهت بالتعزية إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإلى الحكومة المصرية والشعب المصري الشقيق، وكذلك إلى عائلات الشهداء.