اهتمت أوساط صناعة الكيماويات في دول الخليج بالمشروع الذي أعلنت عنه شركة «أرامكو السعودية» و «سابك» لصناعة البتروكيماويات، والبالغة كلفته 20 بليون دولار. وأكد وزير النفط والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن هذا المشروع «يُعتبر الأول على مستوى العالم لجهة النوعية والكمية»، ووصفه ب «مشروع تحويلي في صناعة البتروكيماويات». وأوضح في تصريحات أمس على هامش «معرض ومؤتمر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات» (جيبكا)، أن صناعة البتروكيماويات «كانت تعتمد على الغاز أساساً، لكن المشروع الحالي هو الأول المتكامل الذي يحوّل نسبة من البترول إلى بتروكيماويات». ولفت إلى «توريد 400 ألف برميل من النفط الخام إلى المصنع لينتج منه 9 ملايين طن من المواد البتروكيماوية وزيوت التشحيم، فضلاً عن 200 ألف برميل من مشتقات المحروقات». وأعلن الفالح أن هذا المشروع «يهيّء لمستقبل جديد لصناعة النفط في استخراج البتروكيماويات، بعد تراجع اعتماد صناعة السيارات والنقل عموماً على المحروقات البترولية خلال العقود المقبلة، نتيجة التحول إلى الكهرباء، متجاوزين بذلك مرحلة صناعة التكرير». وشدد على أن هذا المشروع الذي انتهى من مرحلة الدراسات الهندسية ويمرّ في مرحلة دراسات الجدوى الاقتصادية، «سيكون منافساً قوياً لمشاريع الغاز». وكشف الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) في تقرير جديد، ركّز على الدور الرئيس لصناعة الكيماويات في تنويع اقتصادات المنطقة وتسريع نمو الاقتصاد غير المعتمد على النفط، عن «مساهمة صناعة الكيماويات في نحو 43.8 بليون دولار العام الماضي، في اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي أي ما يعادل نسبة 29 في المئة من القيمة المضافة للصناعات التحويلية عموماً». ومثلت مساهمة الصناعات الكيماوية من حيث العائدات في الإمارات النسبة الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي، إذ شكلت 52 في المئة من عائدات الصناعة التحويلية. وفي ظل الاستثمارات الكبيرة على مدى العقد الماضي، ضاعفت الإمارات تقريباً من حصتها في الطاقة الإنتاجية الإقليمية من 4.7 في المئة عام 2006 إلى 8.5 في المئة عام 2016». وقال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات عبد الوهاب السعدون، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام على هامش فعاليات المنتدى السنوي للاتحاد في مدينة جميرا في دبي، «سُجلت خلال العام الماضي نتائج إيجابية لقطاع الصناعات الكيماوية الإقليمي، إذ حقق في الإمارات نمواً في فترة ما بعد عام 2009 متجاوزاً مؤشر الإنتاج الخليجي الإجمالي، ما يدلّ على تطلع الإمارات إلى تبوؤ موقع إقليمي رائد في صناعة البتروكيماويات والأسمدة، مع الحفاظ على بيئة صحية تساهم في استدامة هذه الطموحات». يُذكر أن صناعة الكيماويات الخليجية سجلت أسرع وتيرة نمو خلال خمس سنوات، إذ ارتفع الإنتاج بنسبة 8.5 في المئة مقارنة بمستويات 2015 لتصل إلى 158.8 مليون طن عام 2016. فيما حققت صناعة الكيماويات الخليجية عائدات من المبيعات بلغت 77 بليون دولار بانخفاض 3 في المئة عن العام الذي سبقه، نتيجة التغيرات في الأسعار العالمية للبتروكيماويات. وتؤمّن صناعة الكيماويات 152 ألف فرصة عمل مباشرة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتستثمر 584 مليون دولار في مجال البحوث والتطوير.