بعدما قاد حملة الأحزاب اليسارية في الانتخابات الرئاسية في هندوراس بعنوان «تحالف المعارضة ضد الديكتاتورية»، قد يصبح اللبناني الأصل سلفادور نصرالله الرئيس المقبل للبلاد، ويطيح بمفاجأة كبيرة الرئيس الحالي أورلاندو هرنانديز، الذي تعتبره الولاياتالمتحدة حليفاً جديراً بالثقة في ما يتعلق بمكافحة تجارة المخدرات والتصدي للعصابات والهجرة. وكشفت النتائج الأولية لعملية التصويت التي خضعت لأكبر مراقبة في التاريخ بحضور 16 ألف مراقب بينهم 600 أجنبي قدِموا خصوصاً من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الدول الأميركية، تخلف هرنانديز بفارق نحو 5 نقاط عن نصرالله (40.21 في المئة مقابل 45.17 في المئة لنصرالله). وخاطب نصرالله أنصاره قائلاً: «أنا في الطليعة والفارق أكبر من أن يستطيع أي مرشح اللحاق بي»، في حين هتف أنصاره أمام المحكمة الانتخابية العليا: «نعم وصلنا» و «هرنانديز خرج». وقال الطالب خوليو لينيز البالغ 22 من العمر: «انتصرنا على الديكتاتورية والتزوير»، علماً أن المعارضة كانت دانت قرار المحكمة الدستورية السماح بترشح هرنانديز لولاية ثانية، على رغم أن الدستور لا يسمح إلا بولاية رئاسية واحدة، وأعلنت أنها لن تعترف بإعادة انتخابه في حال فوزه. في المقابل، بدا «الارتباك» واضحاً في معسكر الرئيس المنتهية ولايته هرنانديز الذي أعلن فوزه في مرحلة أولى، ثم طالب أنصاره بالتريّث وانتظار نهاية عملية فرز الأصوات «لأن الأرقام ليست حاسمة وتشمل المدن الكبرى فقط وليس المناطق الريفية»، حيث يحظى بشعبية أكبر. ووصف محللون الأجواء بأنها «متشنجة»، خصوصاً أن هندوراس لا تزال تحاول التعافي من آثار انقلاب نفذه الجيش عام 2009 بعد اقتراح الرئيس السابق مانويل زيلايا، حليف الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، إجراء استفتاء على إلغاء الحظر المفروض على إعادة الترشح. ونصرالله (64 سنة) صحافي تلفزيوني كان مقدماً لبرامج رياضية ثم سياسية تناول فيها ظاهرة انتشار الفساد على أعلى المستويات الحكومية. وباشر العمل السياسي عام 2013، حين أسس مع أعضاء في منظمات المجتمع المدني حزباً يسارياً سموه «مكافحة الفساد»، وخاض الانتخابات الرئاسية في العام ذاته، والتي خسرها من دون أن يمنعه ذلك من مواصلة انتقاد الحكومة وتحميلها مسؤولية المشكلات التي تمر بها البلاد وتدني الظروف المعيشية لغالبية السكان الفقراء. ورشح نصرالله نفسه للانتخابات مجدداً هذه السنة، بعدما زادت شعبيته، خصوصاً بين فئات طلاب الجامعات والفئات الشعبية الكادحة، وبات يملك مئات الآلاف من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر»، وملايين المشاهدين لبرامجه السياسية الجريئة. وتعهد اليساري اللبناني الأصل إنهاء العنف والفقر والكسب غير المشروع المستمر منذ أعوام، ومطالبة الأممالمتحدة بتأسيس هيئة لمكافحة الكسب غير الشرعي، على غرار تلك التي تعمل في غواتيمالا وتنفذ مهمات التحقيق وتوجيه اتهامات خاصة بقضايا الفساد. وأعلن نصرالله أنه سيُبقي على الشرطة العسكرية التي أسسها هرنانديز، لكنه سيشكل قوة شرطة «اجتماعية» تعمل في أحياء تشهد أعمال عنف. كما سيواصل نصرالله إقالة الشرطين الفاسدين، واستبدالهم بنحو 25 ألفاً من المجندين الجدد.