دمشق، عمان - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - في «يوم الجلاء» السوري، اندلعت تظاهرات احتجاجية في مدن سورية عدة، بينها حلب والسويداء ودرعا وبانياس ودوما، شارك فيها الآلاف، وذلك غداة تعهد الرئيس بشار الأسد بقرب رفع قانون الطوارئ. وأعلنت السلطات السورية ان الجهات المختصة ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة في سيارة يقودها عراقي اثناء محاولته تهريبها الى البلاد عبر بوابة التنف بين سورية والعراق. وفيما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود ان ثلاثة محتجين قتلوا برصاص القوات السورية خلال تشييع في بلدة التلبيسة قرب حمص، كان لافتاً أمس ارتفاع سقف مطالب المتظاهرين عندما دعا الآلاف الى إطاحة الرئيس الأسد أثناء تشييع جثمان الجندي محمد علي رضوان القومان (20 عاما) الذي قتل في الاضطرابات الاخيرة. وردد المحتجون شعار «سورية حرة حرة، وبشار على برة»، كما رددوا شعارات تنتقد في شدة الرئيس السوري. وافادت وكالة «رويترز» انه أمكن سماع الهتافات في اتصال هاتفي مع أحد المشيعين في الجنازة في بلدة حراك التي تبعد 33 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا، مشيرة الى ان هذه الهتافات بدت أكثر عدائية تجاه الرئيس السوري بالمقارنة مع الشعارات التي رفعت خلال احتجاجات سابقة في ضوء اعتقاد بأن الجندي قضى نتيجة تعرضه للتعذيب على أيدي قوات الامن. وقال قريب لأسرة الجندي انها أُبلغت بأن ابنها توفي عندما صعقته الكهرباء مصادفة في وحدته العسكرية قرب دمشق. لكنه أضاف ان هناك علامات على وجود آثار ضرب على قدم الجندي، فيما قال أطباء في مستشفى محلي ان هناك مؤشرات الى تعرضه للتعذيب. وفي درعا ايضا، قال شهود ان الآلاف تجمعوا في الميدان الرئيسي بعد صلاة الظهر مرددين هتافات تدعو الى إسقاط النظام. وقال ناشط في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «تظاهرة شارك فيها أربعة آلاف شخص، بينهم ألف امرأة، انطلقت من امام جامع العمري عند الواحدة ظهرا (10 بتوقيت غرينتش) الى ساحة السرايا في مركز المدينة». واضاف: «أُقيم في الساحة مهرجان خطابي شارك فيه معتقلون سابقون ورجال دين وبعض المؤيدين الذين قدموا من مدينة دوما (ريف دمشق)، وتناولوا في كلماتهم دعم درعا الثائرة». واشار الى ان «سقف المطالب ارتفع فلم تعد هناك مسائل مطلبية، بل انطلقت هتافات مناهضة للنظام»، لافتاً الى خلو المدينة من عناصر الأمن او الجيش. وأعلن ان مدينة حلب، ثاني اكبر المدن السورية، شهدت امس تظاهرة مناهضة للنظام. اذ قال حقوقي على اتصال بالمحتجين إن المئات الذين كانوا يرددون «الشعب يريد الحرية» تجمعوا عند ضريح زعيم الاستقلال ابراهيم هنانو في المدينة. في الوقت نفسه، أصيب خمسة متظاهرين في السويداء، معقل الدروز جنوب سورية، عندما هاجم انصار السلطة تظاهرتين مناهضتين للنظام. وقال مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» في نيقوسيا، انه لمناسبة «عيد الجلاء»، انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة شارك فيها 300 شخص اطلقوا هتافات مطالبة بإطلاق الحريات في سورية عندما «تدخل نحو 50 شخصاً من الزعران والشبيحة من السويداء، على مرأى من قوات الامن التي وقفت بالعشرات تتفرج ولم تحم المتظاهرين، وانهالوا على المتظاهرين بالضرب بواسطة العصي التي كان المهاجمون يرفعون عليها صوراً للرئيس». واضاف: «في التوقيت نفسه، جرت تظاهرة مماثلة شارك فيها عدد اقل من الاشخاص في بلدة القرية، مسقط رأس سلطان باشا الاطرش قائد الثورة السورية الكبرى، وتمت مهاجمتها بالطريقة نفسها، ما اسفر عن اصابة ثلاثة متظاهرين»، احدهم «هاني حسن الاطرش، حفيد سلطان باشا الاطرش، والذي تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح». واضاف انه اثر الهجوم انفضت التظاهرتان. وفي بانياس، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «تظاهرة قامت في مركز المدينة شارك فيها اكثر من 2500 شخص بينهم نساء». واضاف ان المشاركين هتفوا بشعارات «مناهضة للنظام داعين الى نبذ الطائفية» و«طالبوا بمحاكمة من انتهك الاعراض والاجساد في بانياس»، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «انت في بانياس، ولست في اسرائيل». في غضون ذلك، أعلنت السلطات السورية ان الجهات المختصة ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة في سيارة يقودها عراقي اثناء محاولته تهريبها الى البلاد عبر بوابة التنف بين سورية والعراق. ونقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس عن المدير العام للجمارك مصطفى البقاعي قوله ان «الأسلحة المضبوطة تضم رشاشات متطورة من أنواع مختلفة وبنادق آلية وقناصات ومسدسات ومناظير ليلية وقاذفات قنابل وكميات كبيرة من الذخيرة المتنوعة والمخازن الخاصة بالرشاشات»، و«كانت ضمن مخبأ سري طوله 12 متراً معد بإتقان ومجهز للفتح بواسطة ضواغط خاصة بذلك». واضاف: «جرى تغليف هذه الأسلحة بمادة قصديرية لمنع الأجهزة من اكتشافها»، لافتاً الى انه «تم اخيراً ضبط كميات أخرى من الأسلحة خلال محاولة تهريبها عبر امانات جمارك باب الهوى والسلامة وجديدة يابوس» مع دول مجاورة اخرى.