أمل رئيس أساقفة عاصمة بنغلادش دكا، الكاردينال باتريك دروزاريو، عشية وصول البابا فرنسيس إلى ميانمار قبل أن ينتقل إلى بنغلادش في 30 الشهر الجاري، بأن يعود مسلمو الروهينغا الذي فر نحو 600 ألف منهم من العنف في ولاية راخين غرب ميانمار الى بنغلادش في الأشهر الأخيرة، بعد توقيع اتفاق بين رانغون ودكا لإعادتهم خلال شهرين، لكنه أبدى تشاؤمه العميق من «المستقبل القاتم جداً»، وتخوفه من «البؤرة القابلة للانفجار» التي يشكلها مخيم اللاجئين الكبير في جنوب بنغلادش. وقال دروزاريو: «سيحضّر مجيء البابا النفوس والقلوب لتنفيذ الاتفاق الذي وقعته الحكومتان»، على رغم ان المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اعتبرت ان الشروط «لا تتوافر حالياً لضمان عودة آمنة ودائمة الى راخين التي يواصل اللاجئون الفرار منها مدينين التجاوزات وعمليات الاغتصاب». وتابع دروزاريو الذي شكل تعيينه كاردينالاً عام 2016، سابقة تاريخية في بنغلادش المسلمة التي تضم مجموعة صغيرة من 380 ألف كاثوليكي: «صرخات الروهينغا هي صرخات الإنسانية. إنهم كائنات بشرية تتألم، ويجب ان نستجيب نداءاتهم»، مبدياً «سعادته لفتح بنغلادش قلبها من اجل استقبالهم». وأمضى الكاردينال يومين في المخيم، والتقى عائلات في ملاجئهم البائسة واستمع إلى «الفظائع» التي يتعرضون لها. وأوضح أن «المهم هو أن نقول لهم إننا إلى جانبهم». وأطلقت منظمة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية برنامج مساعدة غذائية قيمته 3.5 مليون يورو، للاهتمام ب 40 ألف عائلة تضم أفراداً كثيرين، اي نحو 300 ألف شخص. لكن دروزاريو أشار إلى «ان بنغلادش ليست قادرة على الاهتمام بالروهينغا على المدى البعيد، لذا يجب ان يعودوا الى بلادهم، وهو ما لن لن يفعلوه بلا ضمان سلامتهم ومواطنيتهم، وحقهم في الأرض والمسكن». وأضاف: «المساعدة الدولية كافية، لكن الى متى؟ تدفق السخاء لن يستمر، كما حصل في المراحل الأولى. وفي بنغلادش المكتظة اصلاً بالسكان والتي تخلت عن اراضِ لاستقبال تدفق اللاجئين الذين يعيشون في ظروف مأساوية، سيشعر الناس بالحرمان ويتحولون إلى اشخاص يؤمنون بالعنف، ولن يبقى لديهم ما يكفي من المواد الغذائية». ولن يزور البابا المخيم الذي يبعد ساعة بالطائرة عن دكا. لكن دروزاريو سيستقدم الى العاصمة مجموعة صغيرة من لاجئي الروهينغا، بمساعدة من وزارة الداخلية و «كاريتاس»، ما سيسمح بأن «يكشف البابا عن محبته لهذه الإتنية المحرومة من الجنسية، والتي دافع عنها مرات».