سيول - يو بي آي - اتفق الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، على بذل جهود حثيثة للمصادقة على اتفاق التجارة الحرة بين بلديهما في أسرع وقت ممكن والعمل الوثيق معاً حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» بأن كلينتون التقت الرئيس الكوري الجنوبي في قصر الرئاسة، وأن لي قال إنه يجب أن تبذل الدولتان جهوداً للمصادقة على اتفاق التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن، موضحاً أن تجميد الاتفاق لمدة 3 سنوات يحرم الدولتين من التمتع بالفوائد الاقتصادية والأمنية الضخمة الناتجة عنها. وأضاف لي: «التحالف بين أميركا وكوريا الجنوبية يبلغ مستويات أعلى من خلال التعاون في حل القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى تنسيق السياسات حول كوريا الشمالية». واتفق لي وكلينتون على العمل معاً لمساعدة اليابان على تجاوز محنة الزلزال المدمر وأمواج التسونامي، وتبادل المعلومات حول الأزمة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية. ولم يقدم بيان قصر الرئاسة مزيداً من التفاصيل حول المحادثات في شأن كوريا الشمالية. ووصلت وزيرة الخارجية الأميركية إلى سيول السبت، وسط مساعي واشنطن لدفع الكونغرس إلى الموافقة على اتفاق التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة، وسعي الصين إلى استئناف المحادثات السداسية الخاصة بالبرامج النووية الكورية الشمالية. وظل اتفاق التجارة الذي وقع عام 2007 معلقاً، وتنتظر الجمعية الوطنية في سيول مصادقة الكونغرس الأميركي عليه، إذ يعارض الحزب المعارض الرئيس الاتفاق، مشيراً إلى تأثيرات محتملة على الزراعة. وجاءت زيارة كلينتون بعد أن اقترح رئيس الوفد النووي الصيني وو داوي بعد لقائه مع نظيره الكوري الشمالي في بكين، أن يعقد رئيسا الوفدين للكوريتين محادثات لتمهيد الطريق لاستئناف المحادثات السداسية. وتأتي الزيارة أيضاً في ظل التوقعات بأن تتحرك واشنطن لاستئناف إرسال المساعدات الغذائية إلى كوريا الشمالية. وتتوجه كلينتون من سيول إلى اليابان حيث تلتقي رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان وتطلع على جهود مواجهة الكارثة الطبيعية التي شهدتها البلاد والأزمة النووية التي تلتها. إلى ذلك أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية أمس انها اتفقت مع الولاياتالمتحدة على القيام بدراسات مشتركة لإعداد سبل آمنة لخزن الوقود النووي المستنفد، بما فيها دراسة الجدوى لتقنية معالجة بايرو (pyroprocessing). وأشارت وزارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا الى ان الجانبين اتفقا على تنفيذ الدراسات التمهيدية المعنية بالخزن مع حلول عام 2012 فتصبح قابلة للتطبيق من ناحية تقنية واقتصادية، ولا تعرقل المساعي الدولية لحظر الانتشار النووي. وأوضحت الوزارة انه ستتم مراجعة معالجة بايرو للوقود من المفاعلات النووية التي تعمل بالماء الخفيف وتنمية تقنية السلامة المتقدمة والسبل الشاملة للتعامل مع الوقود المستنفد. يذكر أن كوريا الجنوبية التي تقوم حالياً بتشغيل 21 مفاعلاً نووياً، لديها 10 آلاف طن من النفايات الإشعاعية العالية التي تخزن في مناطق موقتة في 4 مفاعلات نووية في البلاد، لكن يتوقع أن تصل مناطق الخزن هذه إلى سعتها الكاملة بحلول عام 2016، ما يجعل كوريا الجنوبية ملزمة بإعداد حلول دائمة أكثر. وتبحث سيول معالجة بايرو منذ عام 1997 كسبيل لخفض حجم الوقود المستنفد وجعل التخزين آمناً.