دعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني الولاياتالمتحدة أمس، الى «التخلي عن نزعتها الستالينية والهتلرية»، متهماً إياها بمحاولة «إجهاض ولادة الديموقراطية في الشرق الأوسط». وأشار لاريجاني إلى تصريح لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتبرت فيه أن إيران «تحاول استغلال الانتفاضات» في دول عربية، ل «الدفع بجدول أعمالها في الدول المجاورة، ومحاولة تقويض السلام والاستقرار وإثارة مزيد من الصراع». ووصف كلام كلينتون بأنه «تصريح يثير عجباً واستغراباً، ودفع ساسة في أميركا الى نعت مسؤوليهم بالجهل»، معتبراً أن هذه التصريحات «تظهر مدى التخبّط الأميركي، وافتقار (الولاياتالمتحدة) الى رؤية حقيقية لتحليل الأحداث في المنطقة، في شكل منهجي وواقعي». وقال خلال جلسة للبرلمان: «كلينتون تقول تارة إن الثورات العربية تسعى الى تحقيق الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان وإجراء إصلاحات اقتصادية، وكلّ ذلك نابع من التطلعات الإيرانية، وطوراً تتهم إيران بالعمل لإفشال الثورات الديموقراطية في الشرق الأوسط، محذرة الشعوب العربية من الوقوع في ما وصفته بالفخّ الإيراني». وتساءل: «إذا كانت الثورات الشعبية في الشرق الأوسط تحمل أهداف الثورة في إيران، لماذا تعمل إيران على احتواء تلك الثورات ومواجهتها؟». وحضّ لاريجاني الولاياتالمتحدة على «التخلي عن نزعتها الستالينية والهتلرية»، معتبراً أن «الشرق الأوسط يشهد الآن ولادة للديموقراطية، لكن المشكلة الرئيسة هي أن أميركا تحاول، من خلال إضفاء طابع العنف على الثورات في ليبيا واليمن والبحرين، إجهاض هذا الوليد، تارة عبر المساومات السياسية، وطوراً من خلال اعتماد القوة، لإدخال الشرق الأوسط في نفق مظلم آخر». وشدد على أن «الشعب الإيراني سيواصل مساندة المسلمين، لتحقيق العزة والكرامة». أتى ذلك بعدما انتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست العقوبات التي فرضها الاتحاد الإوروبي على 32 مسؤولاً إيرانياً، لاتهامهم بالتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان في إيران. وقال: «هذا العمل الذي يطبق السياسة الإميركية، مستنكر ويدلّ على ان الاتحاد الأوروبي لا ينتهج سياسة مستقلة». وأضاف أنه إجراء «غير مقبول» وينبع من سياسة «الكيل بمكيالين». واعتبر أن «هذه التدابير الأوروبية والأميركية تُتخذ لتحويل انتباه الرأي العام عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الدول الغربية وفي المنطقة، مثل العراق وأفغانستان، وأيضاً عن الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني في حق الفلسطينيين». في واشنطن، أعلن وزير الاقتصاد والمال الإيراني شمس الدين حسيني أن احتياطيات بلاده من العملات الأجنبية «تجاوزت 100 بليون دولار، فيما بلغت ديونها الخارجية 20 بليوناً». وقال في مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في الاجتماع الفصلي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي: «الاقتصاد الإيراني يتمتع، من الناحية التجارية، بجاذبية لا نظير لها».