أكدت إيران أمس، أنها «لن تجامل أحداً» في ما يتعلق ببرنامجها النووي، ولن تتحول «ورقة» مساومة في يد روسيا، كما حضّت الرئيس الأميركي باراك اوباما على التحرك ضد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي «تضحي بمصالح» الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، اعتبر قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس ان «الوقت حان لسلوك طريق الضغوط» على إيران، حتى إذا كانت «غير جاهزة» بعد لامتلاك سلاح نووي. وقال لشبكة «ان بي سي» ان الولاياتالمتحدة قامت بكل ما في وسعها لإيجاد تسوية ودية للأزمة، لكن موقف طهران بات يرغمها على التحرك بطريقة اكثر صرامة، عبر فرض عقوبات في مجلس الأمن. الى ذلك، دشنت إسرائيل أسطولاً من طائرات ضخمة من دون طيار، يمكنها التحليق حتى إيران. وقال مسؤولون في سلاح الجو الإسرائيلي ان المسافة بين جناحي طائرة «حيرون تي بي» تبلغ 26 متراً، ما يجعلها في حجم طائرة ركاب. وأضاف المسؤولون ان في إمكان الطائرة التحليق لمدة 20 ساعة من دون توقف، وهي مخصصة أساساً للمراقبة ونقل عتاد عسكري. والطائرة التي بنتها «مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية» المملوكة للدولة، استُخدمت أولاً في الحرب على قطاع غزة العام الماضي. وأعلنت المؤسسة أن الطائرة قادرة على الوصول إلى الخليج. تزامن ذلك مع إعلان رئيس «مؤسسة الجهاد الجامعي» الدكتور حميد رضا طيبي، نجاح إيران في تصميم «طائرة استراتيجية» تعمل بالطاقة الشمسية من دون طيار، ويمكن استخدامها في الاتصالات والزراعة والشؤون العسكرية. في الوقت ذاته، أعلنت طهران أن المدمرة «جمران» التي دُشنت الجمعة الماضي، نفذت أمس «أول مهمة بحرية» لها في مضيق هرمز. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) الى «عمليات هبوط وتحليق لمروحية على سطح المدمرة، وإنزال مجموعة من القوات البحرية الخاصة». وأضافت ان المدمرة «نفذت مهمة حراسة المياه الإقليمية للبلاد في الخليج الفارسي، وتحرّكت نحو مكان المناورة وإطلاق النار على العدو المفترض». وعلى صعيد الملف النووي، أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن «كل الخيارات مطروحة». وقال للتلفزيون الإيراني: «لن نجامل أحداً في ما يتعلق بحقوق الشعب والبلد». وسئل متقي عن موقف روسيا إزاء إيران وبرنامجها النووي، فأجاب: «في ما يتعلق بالمواقف الدولية، نحن نشق طريقنا ولدينا مواقف خاصة بنا، وكل الأوراق حول الملف النووي موجودة بيدنا ولن نمنح ورقة لأحد يسعى من خلالها إلى اللعب نيابة عن إيران». وأكد ان «روسيا بلد مهم وكبير، لكن إيران أيضاً مهمة بالنسبة الى روسيا، ولكلّ من البلدين مكانة خاصة على الصعيد الدولي، لكن هذا لا يعني أن نمنح ورقة بيضاء لأي بلد كان، في ما يتعلق بالمصالح. لن نمنح ورقة لمن يسعى إلى اللعب بدلاً عنا». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فاعتبر ان الغرب «اتخذ التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ذريعة لتضليل الرأي العام، عبر انتقاء مقاطع منقوصة منه»، معتبراً ان «استغلال الوكالة الذرية في هذا الشكل، أدى الى ان تفقد هذه المنظمة الدولية وإدارتها، مكانتهما». وقال خلال جلسة للبرلمان ان «الملحمة التي سطّرها الشعب الإيراني في الذكرى السنوية لانتصار الثورة، كانت عظيمة إلى درجة جعلت الخطط السياسية لقوى الهيمنة الأميركية والغربية، موضع سخرية، ما دفعها إلى إصدار تحليلات مضطربة والقيام بزيارات متسرعة إلى دول المنطقة، من اجل المحافظة على نوع من العظمة المصطنعة». وانتقد لاريجاني تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبرت فيها ان إيران في طور التحوّل الى ديكتاتورية عسكرية، كما وصف الإدارة الأميركية بأنها «مريضة لأنها لم تدرك معنى المشاركة الجماهيرية الحاشدة في مسيرات 11 شباط» بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة، كما وصف الديبلوماسيين الأميركيين بأنهم «انتحاريون». وتوجّه لاريجاني الى أوباما، قائلاً: «سيد أوباما عليك القيام بشيء في شأن وزيرة خارجيتك، قبل فوات الأوان. يبدو انها لم تنجح في الخروج من الأجواء الانتخابية حتى الآن، وتضحي بسهولة بمصالح الولاياتالمتحدة».