تذكرون نظرية الهلال التي فرضها على الواقع الرياضي، والتي تقول وبفخر إنه الاسم الثابت في النهائيات والبقية متغيرون.. أظنها باتت قديمة والزعيم يكررها كل موسم مع سبق الإصرار وبذات القوة والعنفوان.. هذا العام عندما كرر الزعيم اللعب على نهائي كأس ولي العهد للمرة الرابعة على التوالي ظهر من يقول: يحق للهلاليين الثبات وتحقيق البطولات وتوسيع الفارق لأنه في النهائيات تحضر له الأندية على ملعبه ليستمد قوته من أرضه ومساندة جماهيره الغفيرة التي تملأ الملعب وتربك الخصم وهذا الدعم وحده كان السبب الرئيسي في كؤوس الهلال وذهبه البراق وتناسوا أنه في كل موسم ينتدب له بطلاً بمواصفات مختلفة ينازله وتحشد القوى من كل الاتجاهات لإسقاط الفارس عن جواده والبطل عن منصته المفضلة ثلاثة نهائيات متوالية. مرة فارس الدهناء ينبري للنزال ولكن قواه تخور ويسقط فيستيقظ في العام الذي يليه شباب الرياض ضارباً صدره للمهمة ولكنه أمام الزعيم يشيخ فجأة ويتنازل عنوة عن تحديه وحتى لا تكون الثالثة هلالية ثابتة يأتي الأهلي مزهواً متوعداً أن يعيد افتتاح القلعة بكأس الزعيم لكن قدميه تتعثران ويغادر يردد الآه إثر الآه. ويسجل الزعيم هاتريك بثلاث بطولات ماركة كأس ولي العهد. هذه المرة وفي طريق الزعيم للسوبر هاتريك تنبه الكل أن دهراً طويلاً مر والعاصمة المقدسة لم تحتضن أي نهائي ولا بد أن تكرَّم بإقامة نهائي ولي العهد على ملعب الشرائع، خصوصاً أن ممثلها في كرة القدم الوحدة قد تأهل ونال شرف اللعب على الكأس فيقول الهلاليون: سداً للذرائع تم... فتلك فرصة سانحة لكي يضعوا لهم بصمة في مكة بكأس رابعة وليكون الزعيم الوحيد في صفة (بطل كل الملاعب). في الشرائع أبى الزعيم إلا أن يحلق في عليائه متحدياً الملعب الذي لم يكن مهيئاً لاحتضان نهائي بقامة كأس ولي العهد يراه العالم بأسره وتنقله كل الفضائيات حتى الأوروبية ولولا المجاملة ما أقيم هناك. في ليلة الجمعة كان الزعيم أقسى في إثبات قوته وجبروته مما لو كان على ملعبه، لم يخضعه ملعب أو خصم أو جمهور لأن اللون الأزرق كان الغالب... عرف كيف يرد ويلجم من ادعى أن تحقيق البطولات كان من الرياض لأنها من مكة جاءت معه منقادة تجرجر أذيالها. وجمهوره المجنون نشوان يردد «أجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد». فليهنأ المجد بزعيم الكؤوس وما دام شعارك يا زعيم يفديه غطارفة وأسد سيبقى المجد ما بقي الهلال توأمين لا يفترقان ومنهومين لا يشبعان. [email protected].