يبدو نهائي كأس ولي العهد هذا العام مختلفاً جداً ليس بالتأكيد كون الهلال طرفاً فيه، فقد صار ذلك بمثابة عادة سنوية هلالية، ومع جميع المدربين حتى من كان مرورهم عابراً... لكن المختلف، أن الطرف الآخر هو الاتفاق الذي يقدم هذا الموسم خلاصة تجارب مواسمه السابقة، ويستفيد من كل عثراته التي حالت دون الوصول لمبتغاه. فهو في مسابقة الدوري قريب جداً من المتصدرين بفارق نقطي قليل وله نفس حظوظهم، وهو في الكأس يتغلب على أحد أهم المرشحين للدوري والكأس الأهلي، ويلعب «نهائي غير» مع الهلال الذي له عليه دين ثقيل من 2007 عندما اختطف الأخير منه الكأس ذاته وبهدفي القحطاني والتايب، وربما تكون الرغبة في رد الدين تتساوى لدى الاتفاقيين مع حلم الحصول على بطولة تأخرت كثيراً... رغم توافر كل مقوماتها من إدارة ولاعبين وجهاز تدريبي. الهلال بطلاً للنسخ الأربع الأخيرة على التوالي ويطمح في الخامسة، وهو قادر على ذلك وإن أتت فهذه المرة أيضاً ستكون «غير»، لأن الاتفاق ليس بالفريق السهل الذي يمكن أن يسلمها بسهولة... كما أنها ستضيف رصيداً ذهبياً لمن اختار الهلال ليفرح وينعم بظل بطولاته ووهجها وهي بطولة أغلى لشباب الهلال الذين تألقوا فيها وأبدعوا ورائع أن يتوج جهدهم ببطولة بحجم كأس ولي العهد، مما يعني أنهم سيعتادون المنصات وستكون ثقافة الفوز والحصول على البطولات حاضرة في أذهانهم في كل مشاركة ومع كل استحقاق وبطولة. ما يلاحظ عادة مع كل نهائي يكون الهلال طرفاً فيه، أن يتجه «المحرومون» من البطولات ممن لا ناقة لهم ولا جمل إلى الطرف الآخر لدعمه وتحفيزه ليس حباً فيه أو حرصاً على أن يزدان تاريخه ببطولة لكن حتى لا يتوسع الفارق بين الهلال وأقرب منافسيه بشكل يصعب مهمتهم فتكون كؤوس البطولات بلون واحد، وهو ما يزعمون أنه يفقد المنافسات إثارتها وقوتها. إن فاز الهلال فتلك بطولته، وهو الثابت فيها والمقيم والبقية طارئون عابرون يكتفون عادة بالفرجة على الزعيم، وهو يتوج بدليل خمسة الكأس السابقة. وإن فاز الاتفاق فذلك فتح جديد وتغيير في خارطة التنافس وليس أقوى ممن يغير النمطي والمعتاد. في الختام حاجة الاتفاق للبطولة أقوى من الهلال، وهذا ما يعني أنها ستكون مباراة تحدٍ كبير بين محافظ على بطولته وآخر طالب للقرب وبقوة بعد حرمان طويل، ويقولون صاحب الحاجة مجنون. [email protected]