الاعتداء الإيراني السافر من (الباسيج) على مقر البعثة السعودية في طهران أحدث رد فعل سلبي لدى الإعلام ومسؤولي الأندية السعودية، بتخيل ما ينتظرهم من مشكلات هناك، والخوف من غياب الأمن، وهو مطلب الفرد الرئيسي والهام في بلاده، فكيف عندما يكون خارجها. وعلى رغم أن الواقع يقول إنه لا توجد بيننا وبين إيران كدولة، أية عداوة أو استعداء، وأن جميع الأندية الإيرانية لعبت في الرياضوجدة ونعمت بالأمن والطمأنينة وكل وسائل الراحة، فما الذي يجري حتى لا يكون جزاء الإحسان إحساناً؟ وما دخل السياسة الخارجية في الرياضة ... وما سبب هذا الاحتقان الغير مبرر؟ من المسَلم به أن استفزازات كبرى ستحدث خارج الملعب منذ أن تحط الطائرات المقلة لأنديتنا على أرض المطار، من الجماهير وربما المسؤولين، لكن عندما يتوقع للأمر أن يتطور ويصل إلى الاعتداء المباشر أو محاولته، فهو ما يجب أن يمنع حدوثه وبالقوة، فماذا فعلنا لنجعل السفر لطهران رحلة لأجل الكرة والظفر بالنقاط الثلاث وسط أجواء نفسية آمنة، وليس خوفاً من عقاب الاتحاد الآسيوي لو حدث و فضلنا الانسحاب؟ الحقيقة تقول إننا لم نفعل شيئاً ملموساً، مجرد تصريحات متفرقة تتحدث عن مخاوف الجميع من اللعب في طهران، وكلها للأسف لم تؤد لطمأنة الشارع الرياضي، وحتى الاتحاد السعودي لكرة القدم آثر الصمت حيال ما يجري، ولم يتبن تقديم مذكرة استفسار للاتحاد الآسيوي عن مناسبة الملاعب الإيرانية لاستقبال جولات الرد للأندية السعودية، في ظل التوتر الذي يعم المنطقة، وطلب ضمانات على سلامة الوفود أمنياً، وهي ضمانات لابد أن يسعى الاتحاد الآسيوي لفرضها واقعاً على المباريات، ومنعاً للتداخل بين السياسة والرياضة تحت أي ظرف، مع التوعد بالعقوبات الصارمة عند أي خرق. حتى الآن الكل صامت، الاتحاد السعودي والآسيوي والإيراني.. وكل ما نخشاه أن لا يتم التحرك إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس ويكون الهلال والاتحاد (أول من يلعب هناك) كبش الفداء الذي يدفع الثمن، ومن بعهدهما يبدأ التحرك. فكل الملاعب وفي أي مكان، يجب أن تكون مكاناً آمناً لممارسة الكرة وإلا لا ضير من نقل المباريات إلى أرض محايدة، وغير هذا لا نريد، لذا يجب أن نستبق الأحداث، ونعمل على تلافي ما يمكن حدوثه، ولن يتم ذلك إلا عبر خطاب رسمي وتسجيل موقف ، وليس مجرد مخاوف أو وعود وتطمينات تقرأ في الصحف وتنسى في اليوم التالي. [email protected]