لم يعد أمام الأندية السعودية الأربعة المشاركة في دوري أبطال آسيا، وهي الاتحاد والهلال والنصر والشباب، إلّا أن ترفع سقف مطالبها للقاءات الفرق الإيرانية في شهر أيار (مايو) المقبل، لتكون في أرض محايدة. وليس أمام الاتحاد الآسيوي - وهو الجهة المسؤولة عن هذه البطولة - إلّا الموافقة على مطالب الأندية السعودية، لأنها لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة استفزازات إيرانية، وتدخل سافر في شؤون المملكة، واعتداء على قنصليتنا في مشهد. فهل بعد كل هذه النوايا، وهذا الحقد على السعودية وأهلها من جانب النظام الإيراني، هل يعتقد الاتحاد الآسيوي ورئيسه - المواطن الخليجي - أن نكتفي بضمانات يقدمها لنا الاتحاد الإيراني لكرة القدم؟ أنا شخصياً أشك في الالتزام بأي ضمانات، وبالتالي فنحن لسنا على استعداد لتسليم أنديتنا، وبعثاتنا الرياضية للجمهور الإيراني، حتى لا نجد أنفسنا نخوض معارك حربية، بدلاً من مباريات تنافسية في كرة القدم. وأعتقد أن من حق الأندية السعودية الأربعة على اتحاد كرة القدم السعودي أن يدعم موقفها، لأننا لسنا الوحيدين، ولسنا أول من يطالب بهذا الحق، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالدول التي لا تتوافر فيها أبسط إجراءات الأمن والسلامة للفرق والبعثات الرياضية الزائرة. ولا شك أن الخطاب الإيراني يؤكد على الكراهية المعلنة للمملكة العربية السعودية، وهذا ما يجعلنا كسعوديين نبدي تحفظنا وقلقنا، بل ورفضنا للعب في الجمهورية الإيرانية، وهو ما يمثل أبسط حقوقنا. إننا أمام مطلب مشروع للأندية السعودية، يقابله اختبار لمدى قوة وصلابة الاتحاد الآسيوي، الحريص على تجنيب بطولاته كل ما يخرجها عن إطارها الرياضي والتنافسي الشريف. وإلّا فإن إصراره وسكوته، قد يؤدي، إما إلى اعتذار الأندية السعودية عن خوض مبارياتها المقبلة، أو الرضوخ لقرار الاتحاد الآسيوي - وهذا احتمال ضعيف - لا أفضله ولا أحبذه، حفاظاً على سلامة لاعبينا. إن الذين يتحدثون عن الضمانات التي سيقدمها الاتحاد الإيراني لمباريات يصل عدد جمهورها في الملاعب الإيرانية إلى أكثر من مئة ألف متفرج، هل سألوا أنفسهم ماذا فعلت الجمهورية الإيرانية أمام اعتداءات عناصر من الباسيج الإيراني ضد القنصلية السعودية في مشهد الشهر الماضي؟ إذا كانت القنصلية السعودية في مشهد لم تسلم من الاعتداء، ولم تقم إيران بأي اعتذار عن هذا العمل المرفوض، فكيف يمكن أن نثق في ضمانات يقدمها الاتحاد الإيراني لكرة القدم؟ هل فكر الاتحاد الآسيوي في ذلك؟ [email protected]