ذكرت «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية أمس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور أثينا «في الأيام المقبلة»، وهي الأولى لرئيس تركي إلى اليونان منذ 65 عاماً. ونقلت الوكالة عن نائب رئيس الوزراء هاكان تشاوش أوغلو قوله، إن «رئيسنا سيكون أول رئيس تركي يزور اليونان خلال 65 عاماً. أعتقد أن نتائج إيجابية ستنجم عن هذه الزيارة». وأوضح أن موعد الزيارة لم يعرف بعد، وسيتحدد «في الأيام المقبلة». وكان أردوغان زار أثينا بصفته رئيساً للوزراء. وتندرج الزيارة المرتقبة في إطار استمرارية لقاءات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين في الأشهر الأخيرة. ففي حزيران (يونيو)، التقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا، وزار وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس أنقرة أواخر تشرين الأول (أكتوبر) والتقى أردوغان. والعلاقات بين اليونان وتركيا متوترة تاريخياً، لكنهما عملا منذ نهاية التسعينات على تطوير علاقة واقعية تعززت منذ وصول أردوغان إلى الحكم عام 2003. لكن الجراح القديمة ولا سيما منها تلك المتصلة بتقسيم بحر إيجه، استفاقت عندما رفض القضاء اليوناني أواخر كانون الثاني (يناير) طلب تسليم ثمانية عسكريين أتراك تتهمهم أنقرة بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو) 2016. وتشكل العلاقات بين تركيا واليونان رهاناً إقليمياً كبيراً، لأن البلدين يتصدران أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا، ويشاركان في المفاوضات الرامية إلى إعادة توحيد قبرص المقسمة منذ اجتاحت تركيا شطرها الشمالي في 1974، رداً على انقلاب كان يهدف إلى إلحاق الجزيرة باليونان. وعلى صعيد الهجرة، نجح البلدان في التعاون منذ الاتفاق حول الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في آذار (مارس) 2016، ما أدى إلى تراجع تدفق الهجرة الكبير الذي سجل عام 2015 نحو أوروبا من السواحل الغربية التركية وعبر الجزر اليونانية. وتطرق تشاوش أوغلو أيضاً إلى اجتماع لمجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى في شباط (فبراير) في تسالونيكي (شمال اليونان)، لمناقشة عدد كبير من المشاريع بينها قطار سريع بين إسطنبول وتسالونيكي.