أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس، أن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان آتين من تركيا، بدأت بالتزايد من جديد، وهو ما يبرز الضغوط التي تتعرض لها جهود إغلاق هذا المسار. وأضافت أن معدل المهاجرين الذين يصلون بالزوارق إلى اليونان آتين من تركيا، وصل إلى حوالى 150 مهاجراً في اليوم على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة بعد فترة تراجع، ما يشير إلى أن «الإغلاق المحكم» لهذا المسار إلى أوروبا انتهى على ما يبدو. وأكدت المنظمة أن هذه الأرقام لا تزال أقل كثيراً من الشهر الماضي، لكنها تكشف عن زيادة منذ إبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف هذا التدفق. وأكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس، عشية زيارته تركيا، أن على أوروبا حماية حدودها لتفادي الخضوع لعملية «ابتزاز» تمارسها دول مجاورة لها في قضية المهاجرين. وكتب توسك في مقالة بصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «لا أحد سيحمي حدودنا بدلاً منا. لا يمكننا تسليم مفاتيح أراضينا» إلى دول ثالثة. وهذا ينطبق على تركيا كما على دول شمال أفريقيا. وقال توسك أن «عجزنا سيثير الرغبة في ابتزاز أوروبا»، عشية زيارة مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل، غازي عنتاب في جنوبتركيا في سياق متابعة تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول المهاجرين. وقال جويل ميلمان الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة في بيان، إن وصول اللاجئين إلى اليونان الذي تدنى إلى الصفر حرفياً هذا الشهر «بدأ يرتفع تدريجياً. وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة كان لدينا 150 شخصاً يصلون كل يوم. هذا يظهر أن المسار بدأ يعود من جديد». وأضاف: «يمكن أن يكون السبب الطقس. وقد تكون أسباب عدة، ويمكن أن يكون المهربون ضاعفوا نشاطهم». ووقّعت أوروبا الشهر الماضي اتفاقاً مع تركيا لإغلاق المسار الرئيسي الذي سلكه أكثر من مليون شخص للوصول إلى أوروبا معظمهم فروا من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ودفع حلف شمال الأطلسي بسفن إلى المياه اليونانية والتركية في بحر إيجه في آذار (مارس) الماضي، وإن قال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس أمس، إن المطالب التركية تعوق المهمة. ودعا تسيبراس الحلف الأطلسي إلى توسيع نطاق انتشار قوته البحرية في إيجه لمواجهة مهربي المهاجرين، على الرغم من الاعتراضات التركية على ذلك، في ختام لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ. وقال تسيبراس: «ما زال أمامنا طريق طويل علينا سلوكه لتثبيت فاعلية تحرك الحلف الأطلسي في بحر إيجه، وخصوصاً في ما يتعلق بتنمية القدرات في مجمل منطقة إيجه». وتابع أن «هذه العقبات ناجمة عن مواقف تركيا الأحادية» متهماً هذه الدولة المجاورة لليونان والتي تنتمي إلى الحلف الأطلسي، بأنها «كثفت نشاطها في المجال الجوي اليوناني بما يخالف القواعد الدولية». وقال إن «نجاح الحلف الأطلسي في أزمة الهجرة أمر ضروري من أجل تثبيت الحلف الأطلسي مصداقيته وجدواه». ونشر الحلف الشهر الماضي بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين برلين وأثينا وأنقرة، عدداً من السفن الحربية المكلفة مهمة مراقبة لشبكات تهريب المهاجرين في بحر إيجه، التي مكنت العام الماضي أكثر من 850 ألف مهاجر من الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. لكن اليونان تشير إلى أن تركيا تعارض قيام هذه القوة البحرية بدوريات إلى الجنوب من جزيرتي ليسبوس وخيوس حيث هي منتشرة، على خلفية خلافات بين البلدين حول ترسيم حدود سيادتهما في بحر إيجه. وقال ستولتنبرغ إن على الحلف الأطلسي أن «يبقى متاهباً لقطع طرق الهجرة غير الشرعية في بحر إيجه. وأكد الخميس في أنقرة إن الحلف سيبقى «للفترة الزمنية الضرورية» في بحر إيجه، مشيراً إلى أن «المهربين ما زالوا يحاولون نقل» مهاجرين. غير أنه أبدى ارتياحه ل «التراجع الملحوظ في أعداد» المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان قادمين من تركيا، وقد تأكد هذا التوجه بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي نص على أن يعاد إلى تركيا جميع المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى اليونان.