استنكر وفد كَنَسي أميركي قيام قس أميركي بحرق نسخة من القرآن الكريم أخيراً، وقال الوفد الذي استقبله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري في مقر السفارة ببيروت أمس: «إننا نستنكر ما قام به القس الأميركي المتطرف تيري جونز من حرق لنسخة من المصحف الشريف»، كما أثنى الوفد على دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومبادرته إلى الدعوة من أجل حوار بين أتباع الأديان والثقافات، ويضم الوفد ممثل كنائس ولاية كارولاينا الشمالية القسيس شوقي بولس، يرافقه ممثل تجمع الشباب اللبناني في الولاياتالمتحدة الأميركية فايز حمدان. وفي بداية اللقاء رحّب السفير عسيري بأعضاء الوفد، منوّهاً بزيارتهم لمقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت، معبّراً لهم عن شكره لما أبدوه من مشاعر صادقة تدين هذا العمل المشين. وقال: «نحن على ثقة بأن ما قام به أحد الأشخاص لا يعبّر عن الدين المسيحي ومعتنقيه، لأن ما يقوم به المسيحيون ينسجم تماماً مع ما تدعو إليه الأديان السماوية، ويؤلمنا أن يُحرق المصحف الشريف في وقت يشهد فيه العالم المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار أتباع الأديان والثقافات، التي يجب بذل جهود كبيرة لتفعيلها لكي نستطيع فهم بعضنا بعضاً، لأن الجهل يولّد العداء المسبق، فيما الحوار والفهم والانفتاح تولد الصداقة والمسالمة». وأكد السفير السعودي لدى بيروت أن «الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لحوار شامل بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات تنبع من عمق الديانة الإسلامية الحقة، وتعبّر عن الوجه الحقيقي للإسلام الذي يحترم الآخر ومعتقداته، ويسعى إلى تعزيز النقاط المشتركة بين الديانات والحضارات من أجل عالم أفضل». وأضاف، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أن «الموقف الذي عبّرتم عنه اليوم باستنكار إحراق المصحف الشريف هو الموقف العقلاني الصحيح الذي نعرفه، وبادرتكم الكريمة هذه تؤكد أننا نلتقي جميعاً مسلمين ومسيحيين على احترام المقدسات ومشاعر الآخرين، لأننا جميعاً عباد الله الواحد الذي يدعو إلى الألفة والتسامح والابتعاد عن الغلو والتطرف»، متمنياً في ختام حديثه من أعضاء الوفد أن ينقلوا للمسيحيين أن المسلمين يعترفون بالمسيحية ويحترمون كتابها وقدسيتها، «ونؤمن بقوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)».