أعلن في دمشق أمس تشكيل حكومة جديدة برئاسة وزير الزراعة السابق عادل سفر احتفظ فيها 17 وزيراً بمناصبهم، بينهم وزراء الدفاع والخارجية والاوقاف وشؤون الرئاسة، مقابل انضمام 14 وزيراً جديداً الى حقائب العدل والداخلية والاعلام والعمل والاقتصاد والمال والتربية والتعليم. ويدل ذلك الى توجهات الحكومة في المرحلة المقبلة بالتركيز على محاربة الفساد واصلاح القضاء والاهتمام بالمستوى المعيشي والاقتصادي للمواطنين. في غضون ذلك، اكدت مصادر مطلعة ل»الحياة» ان الرئيس الاسد وجه مساء امس باطلاق جميع الموقوفين في سورية خلال الاحداث الاخيرة «ممن لم يرتكبوا اعمالاً اجرامية بحق الوطن والمواطن»، اضافة الى لقائه نحو خمسين من فاعليات اهالي درعا بينهم امام مسجد العمري احمد صياصنة، ضمن لقاءاته مع وجهاء وأهالي مدن سورية عدة. واذ تضمنت حكومة سفر الغاء منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ودمج بعض الوزارات، شمل التغيير جميع اعضاء الفريق الاقتصادي. وشمل التغيير ايضا حقيبة الداخلية بتسلم اللواء محمد ابراهيم الشعار بدلاً من اللواء سعيد سمور، اضافة الى تسلم محافظ اللاذقية رياض حجاب حقيبة الزراعة خلفاً لسفر الذي ترأس الحكومة. كما طاول التغيير حقيبة الاعلام بذهابها الى المدير العام ل «الوكالة السورية للانباء» (سانا) الدكتور عدنان محمود خلفاً للدكتور محسن بلال. وفي العودة الى لقاء الاسد مع وفد اهالي درعا، اوضحت المصادر ل»الحياة» ان الرئيس السوري «قدم في بداية اللقاء تعازيه بالشهداء الذين سقطوا في المحافظة خلال الاحداث الاخيرة»، مؤكداً «ان الدماء التي نزفت في درعا دماء ذكية وغالية على قلوب كل السوريين». واضافت ان الاسد «استمع الى وجهة نظرهم ازاء الاحداث، واكد ان لجنة التحقيق تعمل بكل شفافية وستتم محاسبة كل من يثبت تورطه في الاحداث. كما استمع الرئيس الاسد الى مطالب الاهالي، سواء على مستوى المحافظة او على مستوى الوطن، لافتاً الى انها مطالب مشروعة وان تحقيق المطالب المحلية يتم بالتعاون مع السلطات المحلية». وذكرت المصادر ان الوجهاء والاهالي «شكروا الاسد على اللقاء، مؤكدين ان اهالي درعا حريصون على حماية الوطن وامنه واستقراره»، ولفتت الى «أن هذا اللقاء جاء ضمن سلسلة اجتماعات مع وجهاء واهالي مدن عدة بينها الرقة وحمص ودوما. وجاء لقاء اهالي درعا مع الاسد بعد لقاء شخصيات من المدينة رئيس الوزراء الجديد مساء اول امس ونائب الرئيس فاروق الشرع يوم الثلثاء». على الصعيد الميداني، نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) امس عن «مصدر مسؤول» قوله ان «مجموعة مسلحة من القناصة، أطلقت النار (امس) على عدد من عناصر الجيش خلال قيامهم بدورية حراسة في مدينة بانياس، ما أدى إلى استشهاد العنصر فادي عيسى مصطفى وجرح العنصر تيسير عمران برصاص المجموعة الإجرامية». وفي برلين، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه تناول الاوضاع في سورية في لقاء ثنائي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على هامش اجتماع «حلف شمال الأطلسي» (الناتو). وقال: «أدنا استخدام القوة بحق المدنيين». ورأى ان «خطاب الرئيس بشار الاسد خيّب الآمال». واضاف: «لكن لا يمكننا ان نتبنى كل يوم قراراً جديداً مثل قرار 1973» بشأن ليبيا. من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود عيان ان متظاهرين من قرى مدينة درعا قطعوا أمس الطريق العام المؤدية الى الحدود الاردنية. كما نقلت الوكالة عن رامي عبد الرحمن رئيس «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي يتخذ لندن مقراً له، ان «اتفاقاً» عقد الاربعاء بين وفد من اهالي بانياس والسلطات على دخول الجيش الى المدينة، على ان «تمنع العناصر الامنية من دخول الاحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها»، مشيراً الى ان «اهل المدينة رحبوا بدخول الجيش». ولم يصدر أي موقف رسمي بشأن هذا «الاتفاق». وفي واشنطن، نقلت وكالة رويترز عن ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان ثمة دليلاً على دعم تقدمه ايران للسلطات السورية لقمع الاحتجاجات.