وافق رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على الاستقالة أمس، بعدما أمهله الحزب الحاكم حتى ظهر اليوم للتنحي، وإلا سيُعزل اثر طرده من زعامة الحزب وإبداله بنائبه السابق إمرسون منانغاغوا، خصم زوجة الرئيس غريس موغابي التي طُردت أيضاً. وما كان مستحيلاً قبل أسبوعين، بعد إقالة منانغاغوا وفراره من البلاد، تمهيداً لخلافة غريس زوجها في زعامة حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي- الجبهة الوطنية» (زانو- الجبهة الوطنية) الحاكم، والبلاد، تحقق أمس إذ بات موغابي مجرد ذكرى، وإن سعى إلى مساومة الجيش على شروط تنحّيه، لا سيّما لحمايته وعائلته من ملاحقة قضائية محتملة، بعد قمع ميّز حكمه منذ نيل زيمبابوي استقلالها عام 1980. وبدا أن الجيش كان يسعى إلى استقالة طوعية لموغابي، للحفاظ على الشرعية خلال المرحلة الانتقالية. وقد يُحدث سقوط موغابي صدمة في أفريقيا، إذ يواجه قادة ضغوطاً متزايدة للتخلي عن الحكم، بينهم رئيسا أوغندا يوويري موسيفيني وجمهورية الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا. وكان موغابي عقد أمس جولة محادثات ثانية مع قادة الجيش، لإقناعه بالتخلي عن السلطة. وكان قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيوينغا قاد الثلثاء الماضي «انقلاباً أبيض» على الرئيس، وأخضعه لإقامة جبرية، بعد إقالته منانغاغوا. وهلّل حوالى 200 مندوب، خلال اجتماع للجنة المركزية للحزب الحاكم، لدى إعلان إطاحة موغابي رئيساً للحزب، وإبداله بمنانغاغوا الذي اختارته اللجنة «مرشحاً لها للرئاسة في الانتخابات العامة عام 2018». وأمهل الحزب موغابي (93 سنة) حتى ظهر اليوم للاستقالة من رئاسة زيمبابوي، وإلا سيعزله البرلمان غداً. وأشار رئيس الاجتماع أوبيرت مبوفو إلى موغابي بوصفه «الرئيس السابق»، وتحدث عن «يوم حزين» بالنسبة إليه عد 37 عاماً في الحكم. وأضاف: «كان زعيمنا لفترة طويلة، وتعلّمنا منه الكثير. (لكنه) أحاط نفسه بعصابة شريرة». كما طرد الحزب زوجة الرئيس غريس (52 سنة) من صفوفه، إضافة إلى قياديين موالين لها، بينهم وزير التعليم العالي جوناثان مويو ووزير المال إيغناتيوس تشومبو، وابن شقيق موغابي باتريك تشواو، ووزير الحكم المحلي سافيور كاسوكوير ووزير الشؤون الخارجية والتر مزيمبي وآخرون. وكان هؤلاء يشكّلون ركيزة فصيلها الذي يُعرف ب «جي 40». واتهمت اللجنة المركزية غريس ب «إشاعة كراهية وانقسام وبتولي أدوار وسلطات» ليست من مهماتها. وقال قيادي في الحزب إن «زوجة (موغابي) والمقرّبين منها استغلّوا ضعفه للاستيلاء على السلطة وسرقة موارد الدولة». وكانت رابطة الشباب في الحزب الحاكم طالبت ب «طرد» غريس من الحزب وحضّت موغابي على الاستقالة من منصبيه في الحزب والدولة. وأضافت أن «رئيس الدولة المسنّ يمكنه بذلك أن يرتاح»، مبدية «إدانة حازمة» لإقصاء منانغاغوا وموصية ب «إعادته فوراً». وبعد التصويت على طرد موغابي، قال الرئيس النافذ لجمعية المحاربين القدامي كريس موتسفانغوا، الذي قاد حملة مدتها 18 شهراً لإطاحة الرئيس، ونعته علناً ب «ديكتاتور»: «الرئيس بات من الماضي. يعيش الرئيس الجديد». وحضّه على الاستقالة فوراً، قائلاً: «سنسير في الطريق حتى النهاية. يحاول المساومة للحصول على خروج كريم». وهدد بحشد الشعب ضد موغابي إذا رفض التنحي، وزاد: «سنعيد الحشود وستقوم بعملها».