كشف المبعوث الأميركي الى إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان السفير دان سميث، عن التزام واشنطن بدفع مبلغ بليون دولار الى الخرطوم في مقابل التزامها باستكمال عملية السلام في جنوب البلاد حتى انفصال الإقليم في تموز «يوليو» المقبل واقرار تسوية في دارفور. وناقش سميث خلال لقاء مع الهيئة البرلمانية لنواب دارفور من حزب المؤتمر الوطني الحاكم تطورات الاوضاع في دارفور وفرص التسوية السياسية في الاقليم. وقال رئيس الهيئة البرلمانية لنواب دارفور حسبو عبدالرحمن للصحافيين ان سميث نقل التزام واشنطن الى الخرطوم بتوفير مبلغ بليون دولار في مقابل استكمال عملية السلام، وأشار الى انهم طالبوا بتخصيص 60 في المئة من المبلغ لصالح اعادة اعمار الاقليم وتنميته، كما طلبوا من المسؤول الاميركي ممارسة ضغط على حركات التمرد لحملها على الانضمام الى عملية السلام الى جانب الضغط على حكومة الجنوب للحد من ايواء الحركات الدارفورية المسلحة. وذكر ان المسؤول الاميركي افاد انه جلس مع الحركات المتمردة مرات عدة لاقناعها بعملية السلام، كما طالبهم باقتراح صيغة للتفاوض وتحديد مواقفهما تجاه قضايا المحادثات لعرضها على واشنطن والبعثة العربية والاتحاد الافريقي لتصبح قاعدة لسلام دارفور، مشيراً الى ان النواب طالبوا سميث بأن يكف المجتمع الدولي عن ارسال اشارات سالبة اثناء التفاوض. الى ذلك تحدثت تقارير عن تعثر الحوار بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي، بسبب خلافات في شأن تطبيق الشريعة الإسلامية والنظام الرئاسي للحكم ووضع دارفور. وأكدت أن لجنتي الحوار بين الطرفين والتي يقودها من جانب حزب المؤتمر الوطني مساعد الرئيس نافع علي نافع، ومن حزب الأمة الامين العام للحزب صديق إسماعيل، علقت الحوار ورفعت نقاط الخلاف الرئيسية الى قيادتي الحزبين للفصل فيها عبر لقاء يجمع الرئيس عمر البشير وزعيم حزب الامة الصادق المهدي. وكشفت مصادر مطلعة أن «حزب الأمة» تمسك بتطبيق الشريعة على المسلمين فقط، بينما أصر «حزب المؤتمر الوطني» على تطبيقها في كل أنحاء السودان باعتبار أن الأغلبية باتوا مسلمين بعد انفصال الجنوب، كما رفض الحزب الحاكم اقتراح حزب الامة بتشكيل مفوضية لغير المسلمين. وأضافت ان حزب الامة طالب بأن تكون دارفور إقليماً واحداً، وتقسيم البلاد الى 6 أقاليم في السودان وإعطاء كل إقليم منصب نائب رئيس عبر الانتخاب، لكن الحزب الحاكم اقترح تعيين مستشارين للرئيس ومنحه الحق في اختيار نوابه، واستفتاء مواطني دارفور بين الابقاء على دارفور بوضعها الحالي او تحويلها الى اقليم. على صعيد آخر احترقت صباح أمس في قاعدة جوية في الخرطوم مروحية تدريب تابعة إلى القوات الجوية السودانية من طراز Mi-24، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها المؤلف من ثلاثة أشخاص. وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن الطائرة كانت تحاول الإقلاع فاشتعلت النيران في أحد محركاتها فانحرفت عن المدرج واحترقت.