تجري عملية وضع «اللمسات الاخيرة» على تشكيلة الحكومة التي كلف وزير الزراعة السابق عادل سفر بتشكيلها، بحيث تصدر الحكومة الجديدة بمرسوم من قبل الرئيس بشار الاسد. وكان سفر اجرى في الايام الاخيرة سلسلة من اللقاءات مع قادة احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» وشخصيات سورية ومستقلين للاستماع الى آرائهم في شأن الحكومة المقبلة وأولوياتها، ذلك بعد تكليفه من قبل الرئيس الاسد قبل عشرة ايام بتشكيل حكومة خلفاً لحكومة محمد ناجي عطري. وطرحت خلال اللقاءات افكار بينها دمج بعض الوزارات مثل الاقتصاد والصناعة او الكهرباء والنفط واعادة شؤون المغتربين الى وزارة الخارجية والتركيز على محاربة الفساد واصلاح القضاء واعطاء اولوية لقطاع الزراعة. وقالت مصادر حزبية ل «الحياة» ان معايير الاستقامة والكفاية حظيت بأولوية في اختيار المرشحين لشغل مناصب وزارية في حكومة سيحظى اعضاؤها بأخلاقيات وكفاءة عالية. ويتوقع ان تضم الحكومة الجديدة مستقلين، علماً أن سفر عضو لجنة مركزية في حزب «البعث» الحاكم وسيشغل مقعد رئيس مجلس الوزارة في القيادة القطرية للحزب. وكان الرئيس الاسد قال في خطاب امام مجلس الشعب (البرلمان) نهاية الشهر الماضي ان اموراً تتعلق ب «تعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الفساد والإعلام وزيادة فرص العمل يتم العمل عليها، وستعلن عند انتهاء دراستها بدأت بها الحكومة السابقة وستكون من أولويات الحكومة الجديدة». وبالتوازي مع اعلان وزارة الداخلية قبل ايام «عدم التهاون أو التسامح في تطبيق القانون والحفاظ على أمن الوطن والمواطن» و «عدم السماح بالخلط المتعمد بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية الراسخة»، تؤكد المصادر «الانفتاح» لإجراء حوار مع وجهاء واهالي مدن شهدت تظاهرات والمضي ب «الاصلاح الشامل» وفق البرنامج المعلن من قبل القيادة في الايام الاخيرة. وعلم ان نائب الرئيس فاروق الشرع اجتمع اول امس مع شخصيتين من درعا بينهما إمام المسجد العمري احمد صياصنة، حيث جرى التأكيد على «ابداء حسن النية ووضع حد كلي لمظاهر الشغب» قبل عقد لقاء بين وجهاء من درعا ورئيس الوزراء المكلف ل «النظر في كل ما هو محق من مطالب» الاهالي. وكانت مصادر سورية رفيعة المستوى قالت ل «الحياة» ان الرئيس الاسد استقبل الاحد الماضي وفداً من اهالي مدينة دوما، قرب دمشق، وقدم لهم «التعزية بالشهداء» الذين سقطوا خلال التظاهرات الاخيرة. وأشارت المصادر الى ان الاسد استمع من الاهالي لآرائهم حول احداث دوما وما يمكن فعله لتجنب مثل هذه الاحداث في المستقبل، مؤكداً اهمية تضافر الجهود بين المواطنين والسلطات المحلية لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على امن المواطنين كافة. وكان الرئيس السوري اكد خلال لقائه وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف قبل يومين ان سورية «ماضية في طريق الإصلاح الشامل ومنفتحة على الافادة من خبرات وتجارب الدول الأوروبية». وبحسب المعلومات، فإن اللجنة التي تشكلت ب «توجيه» من الاسد لاعداد تشريعات تمهد ل «رفع» حالة الطوارئ قبل 25 الشهر الجاري «شارفت على الانتهاء» من عملها الذي يتضمن اعداد مسودة قانون للامن الوطني وآخر للتظاهر السلمي. كما ان لجنة التحقيق الخاصة بأحداث مدينتي درعا واللاذقية ودوما تواصل عملها. وأكدت المصادر استمرار العمل وفق «البرنامج الزمني» للاصلاحات التي تشمل ايضاً اقرار قانون للاحزاب السياسية وقوانين للاعلام والانتخاب والادارة المحلية، اضافة الى قانون التظاهر. ويتوقع تشكيل فروع حزب «البعث» في الفترة المقبلة في ضوء نتائج الانتخابات التي أجريت في الاسابيع الاخيرة.