قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أربعة ناشطين فلسطينيين وأصابت آخرين خلال اشتباكات مسلحة وقعت قرب معبر «ناحل عوز» شرق مدينة غزة صباح أمس، في أول عملية من نوعها منذ انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي. واستناداً الى مصادر طبية فلسطينية، تم التعرف على هوية ثلاثة من الشهداء هم طاهر عيسى، وهاني الترابين، ومهند الميناوي من مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، فيما ظل الرابع مجهول الهوية. ويبدو أن العملية التي شارك فيها نحو 20 مقاتلاً، باءت بالفشل ولم يتمكن المقاتلون من تحقيق هدفها المتمثل في خطف جنود اسرائيليين. وتأتي العملية في ظل سريان تهدئة غير معلنة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل أعقبت وقف اطلاق النار الذي أعلنته الدولة العبرية في أعقاب 22 يوماً من العدوان على القطاع. كما تأتي في وقت استأنفت مصر جهودها للتوصل الى اتفاق للتهدئة وصفقة لتبادل الأسرى مع اسرائيل، ومساعي التوصل الى اتفاق للمصالحة ورأب الصدع الفلسطيني. وتضع مثل هذه العمليات حركة «حماس» التي تقود الحكومة المقالة في حرج شديد، اذ تسعى الى تثبيت التهدئة في القطاع من جهة، ولا تستطيع منع الفصائل من مقاومة الاحتلال من جهة اخرى. ولم تتبن أي جهة حتى الان العملية التي امتطى أثناء تنفيذها المقاتلون خيولاً واستقلوا سيارات مفخخة كانوا يعتزمون من خلالها، على ما يبدو، اختراق الشريط الحدودي الالكتروني الفاصل بين القطاع والخط الأخضر. وقالت مصادر محلية وشهود ل «الحياة» إن عدداً من المسلحين كان على ظهور الخيل وفي شاحنات صغيرة، وتقدم في اتجاه الحدود. وأضافت أن قوات الاحتلال اشتبكت معهم واستقدمت تعزيزات عسكرية، وتدخلت الطائرات المروحية المقاتلة من نوع «أباتشي» أميركية الصنع، فأطلقت عدداً من الصواريخ في اتجاههم، فقتلت أربعة منهم والخيول ودمرت السيارات. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان المقاتلين الفلسطينيين كانوا يخططون لتنفيذ عملية خطف أحد جنود الجيش من خلال نصب كمين لدوريات الجيش التي تقوم بنشاط اعتيادي على الشريط الحدودي. ونسبت إذاعة الجيش الاسرائيلي الى المصادر نفسها قولها إن «هناك معلومات لدى الجيش عن نية جهات فلسطينية تنفيذ عملية خطف ضد جنود اسرائيليين، وتحديدا بعد عملية الرصاص المصبوب». وقال مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي إن «يقظة القوات الإسرائيلية في الميدان منعت وقوع عملية كبيرة في منطقة شرق غزة، اذ يسود الاعتقاد بأن هذه الخلية كانت تخطط لعملية كبيرة داخل إحدى البلدات الإسرائيلية شرق غزة».