دمشق، نيقوسيا، طهران، لندن - أ ف ب، رويترز - افاد شهود عيان ان قرية البيضا، الواقعة جنوب شرقي بانياس، تعرضت أمس لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الامن السورية ومسلحين بعدما شدد الجيش السوري الحصار حول بانياس إثر تعرض وحدة للجيش الى مكمن مسلح الأحد أسفر عن مقتل 9 عسكريين. ودانت 6 منظمات حقوقية سورية «الاعتداء الآثم» الذي تعرض له الجيش قرب بانياس وطالبت السلطات «بالكشف عن هوية هذه الجماعات المسلحة وتقديمها إلى القضاء المختص مهما كان انتماؤها ومرجعيتها». وفي غضون ذلك نصحت بريطانيا رعاياها بعدم التوجه الى سورية، فيما وصفت ايران الاحتجاجات هناك بأنها «مخطط غربي». وقال احد الشهود في قرية البيضا ان «القرية تتعرض لهجوم بالرشاشات في شكل عشوائي من قبل قوى الامن والشبيحة». وقال شاهد آخر ان «الرصاص على البيضة مثل زخ المطر، وجرح شخص واحد على الاقل حتى الآن». وقال ناشط ان بعض سكان البيضا يملكون أسلحة وبدا أن مواجهة مسلحة نشبت. ان «سيارات الاسعاف تحاول دخول البيضا. هناك مصابون». وذكر آخر أن اتصالات الهواتف المحمولة قطعت عن البلدة، وأكد ان عربات مصفحة دخلت البيضا وأطلق جنود النار «عشوائياً» مضيفاً أن شباناً يجرون من داخل منازلهم ويعتقلون. وأفاد ناشط حقوقي «يرجح ان يكون سبب الهجوم نية السلطات اعتقال انس الشهري المتحدر من البيضا» مع معاونين له في اشارة الى احد ابرز قادة الاحتجاجات في بانياس التي شهدت الاحد يوماً دامياً حيث اطلق رجال الامن النار على محتجين ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل وجرح 22 آخرين بحسب ناشط حقوقي وشهود، فيما أعلنت وكالة الانباء السورية تعرض وحدة تابعة للجيش لمكمن مسلح الاحد على طريق قرب بانياس ما ادى الى مقتل تسعة عسكريين بينهم ضابطان واصابة العديد من الجنود بجروح. ودانت 6 منظمات حقوقية سورية «بأقوى العبارات الاعتداء الآثم الذي استهدف وحدة من الجيش السوري كانت عائدة من وحدتها العسكرية» قرب بانياس الساحلية، وطالبت السلطات السورية «بالكشف عن هوية هذه الجماعات المسلحة وتقديمها إلى القضاء المختص مهما كان انتماؤها ومرجعيتها». وجددت المنظمات «مطالبتها للحكومة السورية بأن تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه مواطنيها وتعمل على وقف دوامة العنف في المدن السورية أياً كان مصدر هذا العنف وأياً كانت أشكاله». كما طالبت «بتشكيل لجنة تحقيق قضائية محايدة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له وعن المسؤولين عن وقوع ضحايا (قتلى وجرحى) سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين وإحالتهم إلى القضاء ومحاسبتهم». وكان شهود في بانياس ذكروا ان الجيش السوري شدد حصاره للمدينة الساحلية التي بدأت تشهد ازمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي عطل عمل المخابز. وقال احد قادة حركة الاحتجاج انس الشهري ان «قوات الامن والجيش ما زالا يحاصران المدينة. هناك تضييق غير طبيعي للحصار ونحن لا ندري ماذا يحضرون لنا». وأشار الى «نقص في مادة الخبز في المدينة والى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الاتصالات الهاتفية في اغلب الاحيان». ويقول احد الشهود ويدعى عبدالباسط (فني كهرباء) للوكالة «ان الوضع صعب للغاية لقد انسحب الجيش من داخل المدينة ليتمركز عند المخارج، كما قامت قوات الامن وشبيحة النظام بعدة اعتقالات». وأضاف: «المدينة تبدو ميته، والمحلات التجارية مغلقة». وذكر احد التجار ويدعى ياسر «ان بانياس محاصرة بالدبابات فلا احد يمكنه الخروج او الدخول، لقد اصبحت كالسجن». وأضاف: «لم نعد نجد خبزاً في بانياس، لقد تم جلب بعض الخبز من طرطوس (40 كلم جنوب بانياس) الا ان ذلك ليس كافياً» لافتاً الى ان «محطات الوقود ايضاً مغلقة». وأكد عبدالباسط ان «من قتل عناصر الجيش هم عناصر الامن لانهم رفضوا تنفيذ اوامر الهجوم على المدينة». وقال الشيخ محمد وهو خطيب في احد المساجد «لقد اخلت عدة عائلات نسائها واطفالها الى القرى المجاورة» مشيراً الى ان هذه العائلات «تسكن في حي رأس النبع الذي استهدفه اطلاق النار الصادر من منطقة القوز». الى ذلك، نصحت بريطانيا رعاياها بتفادي اي سفر «غير ضروري» الى سورية نظراً الى تدهور الوضع الامني في هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان الثلثاء «نحذر من اي سفر غير ضروري الى سورية» و «نوصي المواطنين البريطانيين الموجودين في سورية بتوخي الحذر والبقاء على درجة عالية من التيقظ خصوصاً في الاماكن العامة وعلى الطرقات، وتفادي التظاهرات الحاشدة». واعتبرت وزارة الخارجية الايرانية ان الاحتجاجات في سورية تأتي في اطار مؤامرة غربية لزعزعة حكومة تؤيد المقاومة في الشرق الاوسط. وصرح الناطق باسم الوزارة رامين مهمان برست أمس ان الاحتجاجات في سورية ليست حدثاً تلقائياً بل نتاج تدخل أجنبي. وقال: «ما يحدث في سورية عمل شرير ينفذه الغربيون، خصوصاً الاميركيين والصهاينة».