واشنطن - أ ف ب، رويترز - قللت الولاياتالمتحدة من تأثير أزمة الحكومة الائتلافية في باكستان على مكافحة الإسلاميين المتطرفين، مؤكدة أنها تركز على علاقاتها الاستراتيجية مع حليفها الكبير في «الحرب على الإرهاب». ويزور الرئيس آصف علي زرداري الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل لحضور حفل تأبين للموفد الأميركي السابق إلى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك الذي توفي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحافيين: «نتابع الوضع عن كثب ونعتبره شأناً داخلياً، فيما يبقى اهتمامنا مركزاً على شراكتنا الطويلة الأمد لبناء علاقة استراتيجية مع باكستان»، علماً أن واشنطن زادت الضغوط على إسلام آباد لملاحقة الجماعات الإسلامية المتشددة في مسعى لتحويل دفة الحرب المتداعية في أفغانستان المجاورة. وزاد: «كل المؤشرات تدل على أن الحكومة تنفذ خطوات لمعالجة هذا الوضع السياسي. وهو ما تفعله كل حكومات الائتلاف في العالم»، علماً أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني استهل اول من امس مفاوضات مع المعارضة لضمان بقاء حكومته، بعد انتقال حزب «حركة قوامي المتحدة»، احد الحزبين الرئيسيين في الائتلاف الحكومي، إلى المعارضة بعد رفضه زيادات على أسعار الوقود، ما يُفقد الحكومة الغالبية في البرلمان. في غضون ذلك، رأى محللون في منطقة جنوب آسيا أن التوتر السياسي في باكستان قد يدفع الولاياتالمتحدة إلى الاعتماد بشكل أكبر على الجيش الباكستاني، وليس الحكومة المدنية التي تنحسر قوتها. وقال شوجا نواز من مؤسسة «اتلانتيك كاونسيل» للبحوث: «إذا كانت المشاكل الاقتصادية في باكستان جلبت توتراً سياسياً، فإن زعماء البلاد السياسيين وقادتها العسكريين معاً سيركزون على المخاوف الداخلية، وليس الأولويات الأمنية للولايات المتحدة». وتابع: «استناداً إلى حال الاضطراب السياسي داخل باكستان فإن الكيان الوحيد المستقر هو الجيش». وتتزامن الأزمة السياسية في باكستان مع تأزم العلاقات بين الولاياتالمتحدة من جهة، ومن جهة أخرى الجيش الباكستاني وأجهزة الاستخبارات الباكستانية. وهو ما بدا واضحاً الشهر الماضي حين أعلن مسؤولون أميركيون أنهم سحبوا رئيس مهمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي اي) في إسلام آباد، بعدما تداولت وسائل إعلام باكستانية اسمه.