تقف محافظات عدة في منطقة مكةالمكرمة على أعتاب قطف ثمار المشاريع التي تبنتها الاستراتيجية التنموية للمنطقة، المشاريع التي أسس لها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل قبل نحو تسعة أعوام، والتي بلغت 2568 مشروعاً، منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة، إذ يقوم اليوم (الأحد)، برفقة نائبه الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكةوجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة «J W» للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، إضافة إلى تفقده سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، خلال الفترة المقبلة، وبذلك تنضمّ تلك المشاريع إلى مشروعي الفيصلية والطائف الجديد. وأوضح المتحدث باسم إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، أن «المنطقة» ستبدأ تشغيل وإطلاق مشاريع أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الاستراتيجية التنموية للمنطقة نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن «استراتيجية التنمية» وُضعت على أساس ثنائية «الإنسان والمكان»، لتأخذ في الاعتبار عاملي «التوازن» و«التوازي» ليستفيد القاطن في القرية والقاطن في المحافظة من الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة، للحد من النزوح إلى المدن وتأهيل مناطق الأطراف، لتتحول إلى جاذبة للسكان، كما تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكةالمكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق، ورفع كفاءة الخدمات كماً وكيفاً، ومعالجة الأحياء العشوائية، وحماية الأراضي العامة للدولة، إضافة إلى وضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في جوانب التنمية والبناء. ولفت الدوسري إلى أن إعلان الأمير خالد الفيصل إنشاء مركز للتكامل التنموي جاء لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه، إلى جانب مهماته الأخرى مهمة حفز ودفع عجلة التنمية في المنطقة، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، والتي تتطلب إسهام القطاع الخاص في المشاريع في ظل توافر عدد من المشاريع الحكومية الجاذبة للاستثمار. وأشار إلى أن أمير المنطقة خلال الأعوام الماضية دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي والاطلاع على سير المشاريع التنموية والحيوية، والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيراً إلى أن الأمير خالد الفيصل يحرص في تلك الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة، بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي، إذ يأتي ذلك في إطار حرصه على تحقيق التنمية المتوازنة، التي تم التخطيط لها وتَضَمّنتها استراتيجية المنطقة والخطة العشرية، مضيفاً أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، إذ تطورت الخدمات في المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة إلى كل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحاً عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة. وقال متحدث باسم إمارة منطقة مكةالمكرمة: «في عام 1428ه الذي صدر الأمر الملكي الكريم فيه بتعيين الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكةالمكرمة، فقدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّمت هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معاناة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة العمل لإيجاد الحلول، وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي، وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماماً وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100 في المئة؛ من 550 ألف متر مكعب يومياً إلى 1.1 مليون متر مكعب، وذلك في 2011». وأضاف: «كانت مشكلات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات أولى المشاريع العاجلة التي تم تنفيذها وإنجازها، وفي الجانب الآخر كان هناك عمل يجري تنفيذه وفق منهجين، الأول داخلي والثاني خارجي، ففي المسار الأول بدأ الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل؛ فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة وإضافة وكالة وإدارات جديدة تكون مساندة في إحداث التغيير المنتظر للمنطقة، وتبعاً لذلك استحدث وكالة الإمارة المساعدة للشؤون التنموية، وأضاف إدارات مهمة وحيوية للتواصل مع المجتمع، وإدارة متابعة تنفيذ الأحكام، التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم، لتصبح أحكاماً نافذة، وبنسبة 90 في المئة، فضلاً عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها». وأكد الدوسري أن طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني، المتمثل بالعمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف إلى إحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، وعليه دعت الإمارة مجتمع المنطقة بفئاته لوضع استراتيجية حدد تنفيذها في مدة 10 أعوام، وفي ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع استراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معاً، ثمّ بدأ العمل في تنفيذ تلك الخطة، ما أثمر على مدى الأعوام الماضية تنمية شاملة على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، إذ تم خلالها إنجاز عدد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعاً منها 739 مشروعاً في المحافظات الصغيرة، جميعها تتماشى والخطة الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق تنمية متوازنة ومتوازية ، فيما تمخضت ورشة العمل عن مشاريع عدة في جانب تنمية المكان، فشملت قطار الحرمين، والمطار الجديد، ومدينة الملك عبدالله الرياضية، وتطوير الكورنيش، وتطوير الطرق والأنفاق والجسور، وتطوير الأحياء العشوائية، ومشاريع عاجلة ودائمة لدرء أخطار السيول عن محافظة جدة.