شددت موسكو على موقفها المعارض لتوسيع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وحذرت مما وصفته بأنه «مشروع جيو - سياسي جديد» يسعى الغرب لتنفيذه في الفضاء السوفياتي السابق، عبر دفع بعض البلدان «بشكل مصطنع» للالتحاق بالحلف. وجاء الرد الروسي سريعاً، على إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تأييده مواصلة العمل على توسيع «الأطلسي»، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلده «تعارض بشدة العمليات المصطنعة الجارية لتوسيع الحلف من دون الالتفات لرأي غالبية مواطني البلدان المرشحة المعارضة للانضمام للحلف»، في إشارة إلى استطلاعات رأي دلت إلى معارضة غالبية الأوكرانيين والجورجيين انضمام بلادهم إلى الحلف الغربي. ومعلوم أن هاتين الجمهوريتين مرشحتان للانضمام إلى برنامج الأعضاء الجدد في حلف الأطلسي نهاية العام الحالي. ولفت لافروف خلال مؤتمر صحافي أمس، إلى أن مساعي توسيع «الأطلسي» حالياً «لا تجري في شكل طوعي وديموقراطي بل يتم دفع بلدان معينة دفعاً نحو الانضمام ما يعكس وجود مشروع جيوسياسي جديد في المنطقة». وأكد ان «هذه الحلول المصطنعة لخلق واقع جديد يتمدد فيه الحلف شرقاً لن تنعكس إيجاباً على الأمن الأوروبي. وأضاف إن مشكلات الأمن في أوروبا ينبغي أن تناقش على أعلى المستويات في شكل مباشر وعلى قاعدة أن «لا يمكن لأي طرف أن يحل مشكلاته على صعيد الأمن على حساب تعريض أمن الآخرين للخطر». وكان أوباما أكد بعد محادثات أجراها مع الأمين العام للأطلسي ياب دي هوب شيفر حرص إدارته على إعادة إطلاق العلاقات مع روسيا وتعزيز التعاون، لكنه ربط تحقيق ذلك باتفاق بين البلدان الأعضاء في الحلف الأطلسي، معتبراً أن «العلاقات مع روسيا يجب أن تكون موضوعاً متفقاً عليه داخل الحلف». وفي أول إشارة مباشرة منذ توليه منصبه إلى ملف توسيع الأطلسي شرقاً، وهو ملف خلافي مستعص بين البلدين، قال أوباما إنه «يجب أن نوجه رسالة واضحة لكل أوروبا بأننا سنواصل العمل وفقاً لقناعتنا الأساسية بأن كل البلدان التي ترغب وتسعى للانضمام إلى الحلف سيكون بمقدورها أن تنضم». كما أشار ياب دي هوب شيفر من جانبه إلى الخلافات المتزايدة أخيراً بين روسيا و «الأطلسي» وأكد حاجة الطرفين لتطوير علاقاتهما. وزاد أنه «ينبغي أن لا نخفي خلافاتنا في وجهات النظر حيال الوضع في العالم، بل أن نفتح حواراً مباشراً وتفصيلياً في هذه المسائل». عملية الشيشان على صعيد آخر، تنوي موسكو وضع حد «لعملية مكافحة الإرهاب» التي تخوضها منذ 1999 في الشيشان في قرار قد يؤدي الى سحب عشرين ألف جندي من تلك الجمهورية القوقازية الروسية. وقال مصدر في الكرملين لوكالة «فرانس برس»: «إننا ندرس هذه المسألة لكن من السابق لأوانه التحدث عن موعد محدد». وأعلن الرئيس الشيشاني الموالي للروس رمضان قادروف أول من أمس، ان موسكو ستعلن رسمياً في 30 أو 31 الشهر الجاري، نهاية العملية التي تقوم بها القوات الروسية ضد الانفصاليين الشيشان.