تتعرض قوات «الناتو» في ليبيا لانتقادات قوات المجلس الوطني الليبي المعارض، أبرزها اتهامها بالتباطؤ في تنفيذ العمليات العسكرية، على رغم ان قوات الانتفاضة تحدد لهم مواقع جيوش القذافي وتحركاتها. وتندد المعارضة بعدم فك الحصار عن سكان مصراته الذين يعانون من نقص مياه الشفه والادوية والمواد الغذائية للأطفال. وقوات الحلف ترفض الانتقادات هذه، وأعلنت أنها نظمت في 6 ايام 850 طلعة جوية، وشنت 350 ضربة عسكرية، ودمرت 30 في المئة من قدرات القذافي العسكرية، والعمليات مستمرة. ولكن قيادة «الناتو» لم تعتذر عن الضحايا في صفوف المعارضة. فالوضع في ليبيا يتغير بسرعة كبيرة على وقع الكر والفر. ويصعب على الطيارين التمييز بين سلاح القذافي وسلاح أخصامه. ولم تعلم قوات الحلف ان المجلس الوطني الليبي يستخدم الدبابات. ولن يتوانى «الناتو» عن توجيه ضربات جوية الى قوات الانتفاضة، اذا وجهت نيرانها الى المناطق السكنية. ويفوق اعتراض موسكو على دعوة قوى الانتفاضة الليبية حلف الأطلسي الى التدخل لصالحها، اعتراضات بروكسيل. وهي ترى ان مجلس الامن الدولي لا يجيز التدخل في الحرب الاهلية الدائرة في ليبيا، ويقصر التدخل على فرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين. وتطالب موسكو باطلاع مجلس الامن دورياً على عمليات القوات هذه في ليبيا، و ان تخضع للمساءلة والمحاسبة. وتقع ليبيا في اكثر المناطق تعقيداً ، ولذا، لن تتدخل روسيا فيها، ولن تحارب القذافي. ويلاحظ ان الارتياب من نشاط حلف الاطلسي في ليبيا بلغ صفوف مؤيدي العملية العسكرية. فباريس صارت تدعو الى بدء المحادثات بين الجهتين المتنازعتين. والوضع العسكري في ليبيا ملتبس. ودمرت معظم الطائرات والدبابات والمصفحات، وبقيت العربات التي تحمل الرشاشات والاسلحة المضادة للطائرات التي تصعب ملاحظتها في منأى من النيران الاطلسية. ويدعو وزير الخارجية الفرنسي، الان جوبيه، المعارضة الليبية الى تنظيم نفسها والتدرب. فالغرب يدافع عن السكان المدنيين، ولا يسعى وراء استعادة المدن من القذافي. وتبرز الحاجة الى الانتقال الى مرحلة سياسية تؤدي فيها الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي دوراً بارزاً. والاميركيون ايضاً يرون ان الحرب في ليبيا تدخل في متاهة، وان التوصل الى ايجاد وضع طبيعي فيها ممكن فحسب بواسطة «الحلول السياسية السريعة». والحق ان الوضع في ليبيا بلغ طريقاً مسدوداً. فقوات الانتفاضة غير قادرة على اطاحة نظام القذافي. و «الناتو» غير مخول التدخل لدعم المعارضة. وفي مثل هذه الظروف، لا يملك المجتمع الدولي سوى التوصل الى حل سلمي للنزاع. * صحافيان، عن «فزغلياد» الروسية، 6-8/4/2011، اعداد علي ماجد