تقدمت أربع فتيات سعوديات في محافظة جدة أخيراً، لخطبة أربعة شبان من مجهولي النسب لدى جمعية وداد الخيرية في المحافظة المتخصصة في رعاية «الأيتام»، مبديات رغبتهن في الارتباط بأزواج من هذه الفئة لاعتبارات لم يفصحن عنهاوأكد رئيس الجمعية المهندس حسين البحري ل«الحياة» أن الفتيات تقدمن لخطبة شبان من مجهولي الأبوين الأسبوع الماضي، وتم أخذ بياناتهن وأرقام الاتصال بهن، من أجل عرضها على الراغبين في الزواج من الفئة ومن ثم التواصل مع ذوي الفتيات في حال قبول الأطراف كافة. وقال البحري: «إن الجمعية للأسف غير مختصة في رعاية مجهولي الأبوين من كبار السن، بل تهتم بشؤون الأيتام الرضع، لذلك سيتم توجيه طلب هؤلاء الفتيات للجمعيات الخيرية الأخرى للبحث لهن عن شبان راشدين يرغبون في الزواج»، منوهاً بأن خطوة الفتيات عززت من مشروع الجمعية القاضي بتغيير النظرة الاجتماعية السالبة تجاه «الأيتام»، وعدم التمييز أو ممارسة العنصرية ضدهم، خصوصاً أن من بينهم المثقف والمتعلم والمحترف والموهوب. وذهب رئيس «وداد» إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية أبدت موافقتها على دعم مشاريع الجمعية المتعلقة بوضع منهج تربوي اختصاصي لرعاية مجهولي الوالدين، ابتداء بكيفية إبلاغه بسبب وجوده في الجمعية، مروراً بتهيئته للرد على أي انتقادات يتعرض لها مستقبلاً، وانتهاء بدمجه اجتماعياً بشكل إيجابي ودعمه للتفاعل مع بيئته التي يعيش فيها من دون حساسية. وعاد للقول: «يبدو أن الجيل الجديد من الشبان والفتيات بات مقتنعاً بأحقية هذه الفئة في العيش بكرامة قولاً وفعلاً، إلا أن المشكلة تكمن في الجيل القديم على اعتبار أنه المتحكم في قرارات الأسرة التي غالباً ما ترفض فكرة الزواج من مجهولي النسب وفق عاداتهم وتقاليدهم». ولفت البحري إلى وجود خطة تتعلق بتنسيق اجتماع دوري ومنظم بين الجمعية ووزارة الشؤون الاجتماعية لبحث سبل تهيئة «المجهولين» من الناحية النفسية والاجتماعية خصوصاً، ورعاية شؤون حياتهم كافة عموماً، عبر إعداد منهج تربوي اختصاصي مختلف عما هو معمول به حالياً في الوزارة . وتابع حديثه: «تعتبر الجمعية النسخة الأولى في السعودية المختصة في رعاية مجهولي النسب، بعد الحصول على فتوى شرعية من جانب هيئة كبار العلماء تبيح استخدام الأدوية والعقاقير الطبية لتحفيز الرضاعة لدى السيدات الراغبات في الاحتضان، من أجل المساعدة في توسعة هذا المشروع الإنساني». وانتهى رئيس الجمعية إلى عزوف غالبية المواطنين عن احتضان الأطفال من ذوي البشرة السمراء على حساب البيضاء، محذراً في الوقت نفسه من عملية الفرز الاجتماعي في هذا الشأن، لما يترتب عليها من آثار سالبة على مستقبل هذه الفئة من النواحي كافة.