في الوقت الذي تشن فيه المعارضة السورية المسلحة معركتها لفك حصار حلب، تستمر تركيا في حشد قواتها على المناطق الحدودية مع سورية، حيث أرسلت مؤخرا وحدات مدرعة ودبابات إلى منطقة إصلاحية بمدينة غازي عنتاب الجنوبية. وتأتي هذه التحركات العسكرية بعد إعلان أنقرة أنها ما زالت تنتظر القرار الأميركي النهائي بخصوص عملية الرقة، وجددت رفضها للعرض الأميركي غير المعلن بالمشاركة في العملية إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن مؤخرا أن الولاياتالمتحدة لم توضح موقفها النهائي من حملة التحالف الدولي الذي ستقوده على مدينة الرقة، مشيرا إلى أن الأخيرة ما زالت راغبة في إشراك حزب الاتحاد الديموقراطي في العملية، الأمر الذي تعتبره تركيا مرفوضا تماما، كونها تضع وحدات حماية الشعب الكردية في قائمة المنظمات الإرهابية، وترغب في إشراك قوات الجيش الحر، الذي تعتبره قوة يعتمد عليه في مكافحة تنظيم داعش.
خطط روسية تركية كشفت مصادر إعلامية تركية عن وجود تفاهمات تركية روسية تهدف لإفشال خطة الولاياتالمتحدة في الشمال السوري، والمتمثلة في تسليم المناطق الممتدة من معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسورية، مرورا بالحسكة والقامشلي وعين العرب وتل أبيض وجرابلس وأعزاز، وصولا إلى عفرين بريف حلب، لتنظيم حزب الاتحاد الديموقراطي. وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، أنه بحسب المشروع التركي الروسي الجديد، فإنه سيتم إعادة الأوضاع في كل من حلب وريف اللاذقية وإدلب والحسكة ودير الزور والرقة إلى ما كانت عليها قبل بدء الحرب السورية، مع مراعاة الهيكلية الديموغرافية لهذه المناطق، مشيرة إلى أن عملية درع الفرات وتوسعها في الشمال السوري، جاءت بناء على التفاهم التركي الروسي، كما أن تصريحات الرئيس التركي أردوغان بشأن إنشاء مناطق آمنة في الشمال على مساحة 5 آلاف كيلو متر مربع، أتت استنادا إلى هذه الاتفاقية. وأضافت الصحيفة "أنه من المحتمل أن تقوم قوات الجيش السوري الحر المشاركة في عملية درع الفرات، بالزحف الكامل نحو مركز مدينة حلب، ومن ثم يتم انسحاب قوات النظام السوري من المناطق المشمولة في الاتفاق التركي الروسي، وتنحصر في محافظتي اللاذقية وطرطوس".
فك الحصار أكدت الصحيفة على أن الحملة التي بدأت بها قوات المعارضة قبل أيام لفك الحصار عن مدينة حلب وتحريرها بالكامل، تؤكّد صحة هذه الاتفاقية، لا سيما وأن المقاتلات الروسية امتنعت في الفترة الأخيرة عن استهداف المعارضة في المحافظة المذكورة رغم دعوات النظام السوري بالتدخل. وخلصت الصحيفة إلى أن التفاهمات التركية الروسية ستؤدي في نهاية المطاف إلى إفشال الخطط الأميركية الرامية لتشكيل حزام إرهابي في الشمال السوري، لافتة إلى أن البلدين سيعملان على إعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم، وستمتد عملية درع الفرات لتطهّر المناطق التي استولت عليها عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي، وفي المقابل تصر روسيا على تطهير المناطق المشمولة في الاتفاق ممن تصفهم بالإرهابيين من فصائل المعارضة السورية.