اكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في رسالة بعثها إلى الرئيس بشار الأسد الحرص على افضل «العلاقات الأخوية» بين سورية والأردن و»كل ما من شأنه تعزيز امنهما واستقرارهما». وأفاد بيان رئاسي بأن الرسالة التي نقلها رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري إلى الأسد امس تتعلق ب «مستجدات الأوضاع على الساحة العربية والعلاقات الأخوية التي تربط سورية والأردن، مؤكداً حرص المملكة (الأردنية) على أفضل العلاقات بين البلدين وكل ما من شأنه تعزيز أمنهما واستقرارهما». وتابع البيان أن اللقاء، الذي حضره رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، استعرض «الأحداث التي شهدتها سورية والأردن خلال الفترة الماضية والإصلاحات الجارية فيهما على الصعد كافة، حيث تم التأكيد على أهمية الإفادة من تجارب وخبرات البلدين في هذا المجال». كما التقى المصري لاحقاً نائب الرئيس فاروق الشرع والأبرش ورئيس حكومة تسير الأعمال محمد ناجي عطري. وأفادت مصادر سورية انه «تم الاتفاق على إنشاء لجنة برلمانية مشتركة تهدف إلى إزالة العقبات التي تعترض تطوير علاقات البرلمانين». ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن المصري قوله إن لقاءه مع الأسد كان «مثمراً ومفيداً، تم خلاله تبادل الرأي حول العلاقات الثنائية وضرورة تنميتها بين البرلمانين وبين كل المؤسسات الدستورية وبين القيادات». وقال:»نشعر بأن سورية والأردن أكثر من شقيقين وهناك مصالح مشتركة وتنمية مشتركة عبر الحدود، وكل شيء سيسير في الاتجاه الصحيح». وبعدما أشار إلى أن الحديث تطرق إلى «خطوات الإصلاح التي يسير بها الأردن نحو تغييرات مهمة واستمعنا من الرئيس الأسد إلى تقييمه حول هذه الخطوات في سورية»، قال: «الأمن مستقر إلى حد كبير بين الأردن وسورية وعلى المناطق الحدودية، وهناك وعي كامل بأنه يجب أن تبقى العيون مفتوحة حتى نقاوم ما يدور حولنا من مؤامرات وهذه الأمور موضوع بحث بين الجانبين». إلى ذلك، أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى ل «الحياة» أن الرئيس الأسد استقبل بعد ظهر اول امس وفداً من أهالي مدينة دوما، حيث قدم لهم «التعزية بالشهداء» الذين سقطوا خلال التظاهرات الأخيرة التي حصلت في دوما قرب دمشق. وأشارت المصادر إلى أن الأسد استمع من الأهالي لآرائهم حول أحداث دوما وما يمكن فعله لتجنب مثل هذه الأحداث في المستقبل، مؤكداً أهمية تضافر الجهود بين المواطنين والسلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على امن المواطنين كافة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الأهالي ابدوا حرصهم على امن الوطن واستقراره ورفضهم أي شكل من أشكال العنف أو التخريب، إضافة إلى التعبير عن ارتياحهم لتشميل أحداث دوما في أعمال لجنة التحقيق التي تشكلت ب «توجيه» من الأسد إزاء أحداث مدينتي اللاذقية ودرعا، وأهمية إعلان نتائج عمل اللجنة لدى الانتهاء منه. وخلال اللقاء عرض أهالي دوما مجموعة من المطالب، وأبدى الأسد اهتمامه بها، مؤكداً برنامج الإصلاح الشامل الذي بدأته سورية وقطع خطوات متقدمة ستليها خطوات مهمة، وسيعود بالنفع والفائدة على كل أبناء سورية بما فيهم أهل دوما. ونقلت صحيفة «الوطن» الخاصة عن أحد مسؤولي اللجان الشعبية في دوما عدنان الساعور تأكيده الإفراج عن 191 موقوفاً من أبناء دوما وتقديم العلاج الطبي لجميع الجرحى والمصابين. وأشار إلى أن أهالي دوما طالبوا في لقاءاتهم مع المسؤولين السوريين بالإسراع في مكافحة الفساد والقضاء على الروتين وتبسيط الإجراءات أمام المواطنين والبحث الجاد عن الموظفين الأكفاء والشرفاء الذين يعملون من أجل المصلحة العامة وليس لمصلحتهم الخاصة، إضافة إلى إصلاح القضاء. وكانت «سانا» نقلت عن «مصدر مسؤول» قوله إن «مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في دوما، وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن». ودعت «الجبهة الوطنية التقدمية»، وهي ائتلاف سياسي بقيادة «البعث» الحاكم، إلى «وعي أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية وإلى مزيد من التلاحم وإحكام الرباط في وحدة وطنية». وزادت في بيان صدر امس:»أن الجبهة تميز بين تطلع المواطنين إلى الإصلاح والتعبير عن رغباتهم المشروعة ومطالبهم المحقة، وبين ممارسات أدوات المؤامرة الممولة والمدربة من قبل دوائر بقصد الأضرار بسورية والإساءة إلى سمعتها وإضعاف موقفها القومي الوطني». وبعدما أفاد البيان بأن «تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والديموقراطي لا يتم إلا في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار ويصنعه الشعب من خلال الحوار بعيداً عن الإملاءات الخارجية وبرامجها المستوردة»، أشار إلى أن سورية طرحت «برنامجاً طموحاً يستجيب مطالب جماهير الشعب بحل مشكلته الحياتية والمعاشية ويصر على متابعة الإصلاح عبر سلسلة من القوانين والإجراءات التي صدرت وأخرى سترى النور قريباً».