يعقد الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، قمة ثلاثية في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود الأربعاء المقبل لطرح موقف موحد في سورية وبحث الانتقال السياسي فيها. وتُعقد القمة وسط توترات مع الولاياتالمتحدة حول سورية. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن استغرابه من إعلان واشنطن أن قواتها موجودة في سورية بموافقة من الأممالمتحدة، واصفاً تلك التصريحات بأنها «باطلة تماماً». وحذرت الخارجية الروسية مما سمته «سعي واشنطن إلى فرض تسوية من طريق القوة». في موازاة ذلك، تستقبل الرياض الإثنين المقبل اجتماعات تحضيرية لمنصات وفصائل المعارضة السورية تمهيداً لاجتماعات الرياض المقررة في 22 من الشهر الجاري لتوحيد وفد المعارضة إلى جنيف. وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن القمة الثلاثية التي ستعقد في سوتشي «ستجمع البلدان الضامنة لعملية التسوية السورية، وسورية ستكون الموضوع الأساس». وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، إن القمة ستتناول في الخصوص تصرفات أميركا في سورية، «من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن أردوغان وبوتين وروحاني «سيتبادلون خلال القمة وجهات النظر حول التقدم لخفض التوتر في سورية الذي أتاحه مسار آستانة، والأنشطة في إطار مناطق خفض التوتر»، فضلاً عن إيصال مساعدات إنسانية ومساهمة الدول الثلاث في محادثات جنيف. بدوره، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن أردوغان سيجري «مفاوضات مهمة» مع بوتين وروحاني للبحث في آستانة وعملية الانتقال السياسي في سورية. وترعى موسكو وأنقرة وطهران تفاهمات «خفض التوتر» بموجب مسار آستانة من أجل فتح الباب أمام الانتقال السياسي. ونشرت تركيا وروسيا بالفعل مئات العناصر من شرطتها العسكرية في الشمال والجنوب السوري لمراقبة «خفض التوتر». إلى ذلك، يشارك 144 مندوباً في اجتماعات المعارضة السورية في الرياض، بهدف تشكيل وفد موحد يشارك في مفاوضات جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة. ومن المقرر عقد لقاء موحد لمجموعات ومنصات مختلفة من المعارضة السورية بين 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى 24. وقال ممثل «منصة موسكو» نمرود سليمان لوكالة «نوفوستي» الروسية أمس، إنه «تم تحديد العدد التالي من المشاركين: 22 مندوباً من الائتلاف الوطني للمعارضة والقوات الثورية السورية و21 ممثلاً عن جماعات المعارضة المسلحة، و14 مندوباً من لجنة التنسيق، و70 شخصاً من المستقلين، و10 ممثلين من منصة القاهرة، و7 مندوبين من منصة موسكو للمعارضة. وأوضح سليمان أن لجنة تحضيرية ستجتمع في الرياض يومي 19 و20 تشرين الثاني الجاري لوضع جدول الأعمال. ولم ينجح «مؤتمر الرياض الأول» للمنصات الثلاث (القاهرةوموسكووالرياض) الذي عقد في آب (أغسطس) الماضي، في الاتفاق على تشكيل وفد موحد قبل الجولة السابعة لمحادثات جنيف. وأعلن المبعوث الأممي الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أن الجولة الثامنة من المحادثات في جنيف ستبدأ في 28 تشرين الثاني الجاري. وفي نيويورك، ووسط مشروعين متباينين، أميركي وروسي، يقرر مجلس الأمن الدولي في تصويت مزدوج مصير آلية التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. واستعد أعضاء مجلس الأمن لمواجهة فيتو روسي جديد ضد مشروع قرار أميركي يهدف إلى تجديد ولاية لجنة التحقيق، بعدما فشل المجلس في التوصل إلى توافق على كيفية استمرارية عمل لجنة التحقيق بسبب خلاف روسي- أميركي العميق. وتقدمت أميركا وروسيا، اللتين طالبتا بعمليتي تصويت منفصلتين، مشروعي قرار حول تمديد مهمة آلية التحقيق في استخدام الكيماوي في سورية لمدة عام. وأعطى لافروف إشارة هي الأكثر وضوحاً حتى الان، لاستخدام موسكو حق النقض (الفيتو) على المشروع الاميركي. وقال لافروف في مؤتمر صحافي أمس «ليس لمشروع القرار الاميركي أي فرصة لكي يعتمد». وانتقد النص الأميركي قائلاً إنه «غير مقبول على الاطلاق». وسيكون الفيتو الروسي في حال استخدم، هو العاشر في مجلس الأمن، لوقف مشاريع قرارات تستهدف النظام السوري. وتشير التوقعات إلى أن مشروع القرار الروسي لن يحصل على أكثر من 4 أصوات، ما يعني عدم وجود الحاجة لاستخدام فيتو لإسقاطه. وتوقع ديبلوماسيون امتناع مصر عن التصويت على مشروعي القرارين الأميركي والروسي. وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن التحرك «لن ينتهي حتى ولو انتهت جولة التصويت بعدم تبني أي من القرارين، إذ يمكن لمجلس الأمن أن يتبنى قراراً الجمعة يمدد بموجبه عمل لجنة التحقيق أسبوعاً واحداً أو أسبوعين، إلى حين التوصل إلى توافق في شأنها».